الكثيرون لا يعرفون إلا اسمه، وصور انتقاله من السجن إلى المحكمة، وبعض النتف من هنا ومن هناك التي سمعوها في هذا الجهاز الإعلامي أو اطلعوا عليها سريعة في هذه الصحيفة أو ذلك الموقع.
قلة قليلة تعرف حقا من هو عبد القادر بلعيرج أحد أشهر المتهمين في قضايا الإرهاب المعتقلين في البلد، وقلة أقل تعرف تفاصيل التفاصيل الخاصة بقضيته، وبكواليسها، وبكيفية انتقاله من بروكسيل إلى المغرب معتقلا في ملف ضخم للغاية عرف في الآونة الأخيرة تطورا لافتا للانتباه أعاد الرجل وشبكته كلها إلى الواجهة من جديد.
محكمة بليجيكية برأت الرجل. الخبر تناقلته وسائل إعلامية عديدة، وزوجة بلعيرج الجزائرية استغلت الفرصة لكي تقول عبر وسائل إعلامية مغربية عديدة بأنه لم يعد هناك أي معنى لاستمرار اعتقال بلعيرج في المملكة المغربية طالما أنه قد تمت تبرئته في المملكة البلجيكية.
بالنسبة للمطلعين على هذا الملف، هذا التفسير ليس فقط بسيطا، لكنه خطير في بساطته، ينتقل بملف شائك للغاية تتداخل فيه يد الإرهاب العالمي مع رغبات أطراف عديدة في المس باستقرار البلد، من مرحلة الاحتياط الضروري لئلا يقع المحظور الذي قد نندم عليه فيما بعد إلى مرحلة الاستهتار بقضية متشابكة الخيوط، واللعب الإعلامي بها خدمة لأطراف أضحت تبدو أكثر فأكثر في الصورة ككل.
«الأحداث المغربية» انكبت على ملف عبد القادر بلعيرج، وعلى التحركات الأخيرة لشبكته، وعلى تفاصيل اعتقاله والتهم الموجهة إليه، وعلى العمليات التي تورط فيها هو وشركاؤه، وعادت من هذا الانكباب بملف غني ومغر بالقراءة تنشره هذا العدد، تمتزج فيه المعلومة الأمنية الساخنة، بالتحقيق الصحفي الباحث عن الوجه غير الظاهر للعموم، والهدف في الختام تعريف الناس بقضية يعرفون إعلاميا عناوينها الأبرز، واسم المتهم الأول فيها، لكن يجهلون عنها أغلب التفاصيل.
ملف جدير بأفلام الجاسوسية والمخابرات المشوقة، وضع فيه زميلنا الذي اشتغل عليه اليد على ملابسات عديد الأمور، وعلى تواطؤات عدة بعضها مكشوف، والآخر يخفي نفسه جيدا استعدادا لتطورات قادمة، والبعض الثالث يتركك حبيس الأسئلة الشائكة والمستغربة لتطوراته.
ندعوكم لقراءة هذا الملف/ الانفراد، وندعوكم لتكوين رأيكم حوله في الختام، بعيدا عن تأثير هذا الطرف أو ذاك، لكن مع استحضار المخاطر المحدقة بالبلد وهذا هو الأهم لأن أمن المغرب لم ولا ولن يكون أبدا مجرد ملحوظة لا علاقة لها بماسبق.
المختارلغزيوي