لعبد المالك سلال رئيس وزراء الجزائر، إبنة شابة تمكنت وهي في الثامنة والعشرين من عمرها فقط من اقتناء شقة في أجمل وأكبر شوارع العالم: جادة الشانزيليزيه الشهيرة في قلب باريس. ريم سددت مبلغ الشقة بالكامل، ولم تلجأ لقرض أو رهن أو ماشابه لكي تؤدي التسعمائة مليون سنتيم مغربية التي كلفتها إياها هذه الشقة الباريسية.
عادي جدا، فالجزائر بلد نفطي غني، والقائل سيقول إنه من الأفضل أن تنتفع ريم بمال الجزائريين عوض أن تنتفع بها عصابات الانفصاليين التابعين للبوليساريو في الداخل وفي الخارج.
على الأقل ريم امتلكت ذوقا سليما، واشترت شقة في أجمل شارع في العالم، وأصبحت جارة الماركات العالمية الشهيرة والأثرياء القطريين الذين احتلوا الجادة من الجهتين.
وحده برنامج تلفزيوني ساخر بالجزائر لم يرقه تصرف ريم، واعتبره علامة اختلاس لمال الشعب الجزائري أو ماشابه، فقرر أن يعود إلى هاته القصة التي كشفها صحافيان فرنسيان في وقت سابق (كريستوف دوبوا ، الذي يعمل في القناة الفرنسية الأولى، وزميلته كرستين ثابت من جريدة “لو جورنال دو ديمانش” اللذين قاما بتحقيق معمق حول الممتلكات العقارية التي اشتراها بعض المسؤولين الجزائريين الكبار في أرقى الأحياء الباريسية) وخصص لها قليلا من الكلام الجمعة 17 أبريل على شاشة “الجزائرية”.
ساعات محدودة وقليلة بعد ذلك، كان الهاتف يجمع رئيس الوزراء سلال بمالك القناة مداش، والنتيجة كانت هي إيقاف البرنامج نهائيا لئلا يعود أحد مرة أخرى إلى الحديث عن ريم وعن شقة ريم وعن مال ريم أو مال الجزائريين.
لي صديق جزائري يبلغ من العمر خمسة وأربعين سنة، لديه إجازة في الحقوق، وشبه دكتوراه في التخصص ذاته، يصلح في تيزي وزو الهواتف النقالة، يشجع الجي إس كا (شبيبة القبايل) والرجاء البيضاوي ويعشق الأسطورتين الظلمي وبلومي. كلما تحادثنا يقول “لانجيري سرقوها العسكر”.
أضف إليهم ريم وأباها، صديقي، واعتبر بلدك مجرد ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق إلى أن يأتي الفرج.
المختار لغزيوي