مباشرة بعد أخذهم علما بالعناصر الأولى في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة ، اعتبر الوحدويون داخل مخيمات تندوف الأمر نجاحا للدبلوماسية المغربية ، وازدادوا أملا في اقتراب نهاية معاناتهم داخل سجن تندوف الكبير. لكن مظاهر الفرح التي عبّر عنها المحتجزون لم ترق ميليشيات "البوليساريو" الذين واجهوهم بالسلاح ، كعادتهم ، في محاولة لقمع الأصوات المعارضة لهم والمؤيدة للمغرب . أكثر من ذلك ، خرج أفراد من قبيلة الركيبات ولاد موسى في أزقة المخيمات وهم يحملون صور الملك محمد السادس ويلوّحون بالأعلام المغربية ، الشيء الذي جعلهم عرضة لإطلاق الرصاص الحي على تظاهرتهم . وبعد حملة القمع هذه التي كانت تحت إشراف أعضاء من قبيلة محمد عبد العزيز ، وقيادة ابنه ، وغالبيتهم من الجزائريين ، قررت "البوليساريو" ، بتعليمات من ضباط جزائريين بوضع أفراد قبيلة الركيبات ولاد موسى تحت المراقبة والحصار . هذا الوضع لم يمنع حركة "خط الشهيد" من التنديد مجددا بمسؤولي "البوليساريو" وعجزهم عن إيجاد حل لمأساة المحتجزين ما دام أن الحل ليس بين أيديهم . الملاحظ أن هذه الأحداث وما سبقها وما سيأتي بعدها ، تأتي في وقت ما فتئ يردد فيه مسؤولو "البوليساريو" ، وباقي خصوم المغرب الذين يقودهم النظام الجزائري ، من أن سنة 2015 ستكون سنة الحسم ، وسنة الاستقلال ، وأن الأمم المتحدة ستفرض الحل الذي ينتظره الخصوم .لكن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة جاء ليضع حدا للدعاية التي حاكتها وأخرجتها الجزائر التي تعتبر هي مفتعلة النزاع في الصحراء والتي ما فتئت تسخر من المحتجزين الصحراويين طيلة أربعة عقود خلت /ع العمل على تعطيل وعرقلة أي حل له مخافة أن يسقط آخر قناع من أقنعة النفاق والكذب التي تختفي وراءها .