سجلت صحيفة لوبينيون الفرنسية أن المغرب تمكن من اجتياز رياح واضطرابات الربيع العربي بفضل إرادة الانفتاح. وهي الإرادة التي جسدها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطاب التاسع من مارس، الذي تأخر عن موعده نتيجة عدم استكمال اللجنة الجهوية لتقريرها، حيث إن الدخول في جيل جديد من الإصلاحات، لم يكن مرتهنا بالربيع العربي، وإنما هي مشروع مجتمعي للعهد الجديد، وإذا وقعت بعض التعثرات فهي ناتجة عن بطء الاشتغال في بعض المؤسسات. ويعتبر الخطاب المذكور قمة الانفتاح على المجتمع، وقمة التوافق في التغيير بين القمة والقاعدة، التي تجسدها الروح التي تميز المغاربة حاكمين ومحكومين، فالحاكم يتميز بسرعة الاستجابة للمطلب الشعبي والمحكوم يرفض أي توظيف لمطالبه قصد زعزعة الاستقرار، ولن يتم الإصلاح إلا بتظافر جهود المجتمع والدولة. التي يلخصها شعار المغرب "الله، الوطن، الملك". وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (لوبينيون) الفرنسية أن المغرب يمثل قصة نجاح قل نظيرها في العالم العربي، مسجلة أن المملكة اجتازت بسلام اضطرابات الربيع العربي بفضل إرادتها في الانفتاح. وأضافت الصحيفة، التي خصصت ملفا حول اقتصاد المملكة بعنوان "المغرب بعد عشرين سنة على منظمة التجارة العالمية "، أن المغرب يكون بتشييد البنيات التحتية الضرورية مثل ميناء طنجة-المتوسط، ومراهنته على الخدمات والصادرات الصناعية، حتى لا يرتهن فقط للمواد الأولية والفلاحية، قد لعب بذكاء ورقته بطموح وواقعية في زمن العولمة، من أجل التحول إلى بلد صاعد. وتوقفت الصحيفة عند الانفتاح الاقتصادي الذي يشهده المغرب، ضمن إرادة راسخة للاندماج في الاقتصاد العالمي، والاستفادة من نمو القارة الإفريقية، مشيرة إلى أن رمزية هذا الانفتاح تتمثل اليوم في الاحتفال بالذكرى العشرين لتأسيس منظمة التجارة العالمية، التي تم التوقيع على معاهدة إنشائها بمراكش سنة 1994. ولدى تطرقها إلى الانفتاح السياسي، ذكرت الصحيفة بأن المملكة تتوفر اليوم على دستور حداثي، مشيرة إلى أن الحكومة المغربية التي تعد مسؤولة أمام البرلمان تتمتع منذ 2011 بسلطات متنامية.