الحدث الوطني الأبرز يوم الأحد 9 أكتوبر لم يحصل إلا ليلا، لقد تأهل المنتخب المغربي، حدث إستثنائي بإمتياز. عائدون عائدون يا افريقيا التي رفعها الجمهور في افتتاح المقابلة كانت شعارا وأُمنية قابلة للتحقيق. الشعب لا ينتصر إلا إلى ما هو واقعي، إلا لما هو قابل للحياة.
بعد تحقيق النصر خرج الشعب يحمي حلمه وطافت الجماهير في ربوع المغرب وشوارعه، ونزلت الملايين في كل المدن والقرى من أجل دعم النصر وتحصين الحلم، خرج البلاطجة لحمل علم المغرب، للإحتفال بنصر الأسود، أسود الأطلس.
ككل الدول، المغرب فيه الأسود وفيه الأرانب والخرفان والنعاج. الأرانب لم تحترم انتماءها للمغرب، خرجت في أواخر النهار علها تمارس جبنها في شوارع البلاد. لقد دعت إلى مسيرات في تلاثين نقطة لم يستجب لها حتى الذين تعودوا على رياضة المشي والصراخ أيام الأحد، فاضطر المنظمون إلى إلغاء المسيرات في خمس مدن على الأقل، وخرج الأرانب في 25 نقطة ومدينة كبرى كالرباط، التي لم يحضرها إلا 140 فَرَّادِي، وطنجة التي استجاب فيها 70 فَرَّادِي وفي المجموع. وحسب مصادر محايدة لم يتجاوز المشاركون في لعبة المشي والصراخ على المستوى الوطني إلا أقل من 3000 مشارك، كانت تلتهم في البيضاء التي عاشت تيها تنظيميا ودوخة في شوارع سيدي معروف أولاد حدو، في غيبة من الشعب الذي كان قلبه مع قادة الفعل في ملعب الحارثي بمراكش.
لم يبالوا بعشرة من الحشاشين الدين كانوا يريدون تقويض القانون تحت تأثير العشبة المشتراة من ميزانية جماعة الإحسان وقلة الدين والإيمان.
الشعب لم ينتصر لخيار الدكتاتوريين اللا ئكيين والخوانجية، ومع ذلك فإنهم يصرون على انتهاك حرمة السيادة الشعبية بالإدعاء بأنهم يمثلون إرادة الشعب المغربي ويمارسون لغة الصفاقة السياسية في محاولة يائسة لممارسة الوصاية على الشعب ومؤسساته.
في نفس اليوم يأتي الدرس الفرنسي حول تمثيلية الأحزاب والديمقراطية الداخلية. مليونان ونصف من الإشتراكيين الفرنسيين توجهوا إلى صناديق الإقتراع في إطار الإنتخابات التمهيدية الداخلية للحزب من أجل اختيار مرشح الحزب للإنتخابات الرئاسية لربيع 2012.
نعم مليونان ونصف من منتسبي الحزب الإشرتاكي الفرنسي ساهم كل واحد منهم بمبلغ أورو واحد في تغطية مصاريف العملية الإقتراعية.
فكم عدد منتسبي الأحزاب الداعمة لأرانب 20 فبراير التي تدعي أنها تمثل الشعب وتتكلم نيابة عنه؟ ومنذ متى وهذه الأحزاب تعيش خارج الشرعية الديمقراطية؟
حزب الطليعة الإشتراكي عقد آخر مؤتمر له يوم 19 أبريل 2007، وحسب لوائحه الداخلية المؤتمر الموالي كان يجب أن يعقد قبل 19 أبريل 2010، أي أن الحزب يعيش خارج الشرعية الديمقراطية الداخلية منذ عام ونصف، والسبب غياب موارد مالية لتغطية تكاليف المؤتمر أي عشرة أشهر قبل بداية حراك 20 فبراير حتى لا يلبسوا لفبراير أزمة الخروج عن التقاليد الديمقراطية لدورية المؤتمرات الداخلية.
الحزب الإشتراكي الموحد يعيش هو الآخر منذ 18 فبراير 2010، أي أكثر من عام ونصف خارج الشرعية الديمقراطية الداخلية والسبب الحقيقي غياب تصور إيديولوجي وبرنامج سياسي موحد في ظل تواجد أربعة أرضيات سياسية، ولم يحصل الإتفاق أو التوافق حول واحدة منها والباقي تعرفونه على الرغم من أن الحزب قرر في مجلسه الوطني الأخير أن يعقد مؤتمره قبل متم 2012.
النهج الديمقراطي، وإن كان يحافظ على دورية المؤتمرات كل أربع سنوات فهو لم يعلن يوما عن عدد منتسبيه حتى يعرف الشعب كم منه قرر أن يكون ضد استكمال وحدة التراب الوطني، وإن كان أن الثقافة الستالينية التي يؤمن بها الحزب ترهن أكثر من منظمة جماهيرية شمعها الحزب لفائدته، وفي مقدمتهم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي يتداول على رئاستها شيوخ الحزب في مشهد يذكر الرأي العام والرفاق من البولي بيرو للحزب الشيوعي للمرحوم الإتحاد السوفياتي.
أحزاب مجتمعة لا يتجاوز عدد منتسبيها 5 آلاف شخص على المستوى الوطني وتدعي أنها تمثل إرادة الجماهير.
فشتان بين حزب منتسبوه مليونان ونصف، وحزب عدد منتسبيه ألف، وخمس مائة شخص يكتري مقرات لا يؤدي تمن كرائها وتصادق هيئاته المقررة على قانون داخلي يفرض دورية ديمقراطية لا يحترمها، ويقول أنا الشعب أنا البديل.
الشعب خرج ليلة الأحد/الإثنين في الشوارع يدافع عن انتمائه للمغرب، وحمل الراية الوطنية قبل أن يلفظ في نفس اليوم أرانب الأجندات الباهتة التي بارت في ربيع الشعوب. خرج الشعب في سوريا وسكتت أرانب البعث في المغرب التي كانت وفية داخل المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي العربي الإسلامي لسلب إرادة الشعوب العربية في الشرق الأوسط بإسم مستلزمات الصمود ومناهضة إسرائيل. الأرانب البعثية والإسلاموية التي تآمرت من أجل مصادرة الديمقراطية في الشرق الأوسط والمغرب العربي، ودافعت عن الديكتاتوريات والعسكرتارية العربية تحت وقع الإكراميات المخضبة بدماء الديمقراطيين في العالم العربي، والآن تتحرك من أجل تقويض التراكم الديمقراطي في المغرب حتى تنثر فكرها الإستبدادي في الشارع المغربي.
بواب محراب أكورا