فجأة وجدتني يوم الخميس الفارط أنعت من طرف السيد معطي منجب بـ«صحافة المخابرات».
لماذا؟
لأنني لم أساير السيد في طرحه، بخصوص قضية هشام المنصوري التي اعتبرها ملفقة ومفبركة من أجل النيل من الشاب هشام، واعتبرت من جهتي أنني لا أتوفر على أدلة كافية لكي أحكم بحكم مثل هذا.
كل ذلك كان عبر أثير مونتي كارلو الدولية، التي أرادت التعبير عن تضامنها مع هشام من خلال الحلقة، والتي وجدت نفسها في قلب نقاش مغربي داخلي من الصعب إدراك عديد محركاته إذا لم تكن تعيش داخل المغرب.
في الحوار سألتني مقدمة الحلقة «المغرب أم الصحافة؟ أيهما أولا؟ أجبتها بالتفكير ودون كثير تفكير في الوقت ذاته «المغرب أولا ثم بقية الأشياء». وقبل أن تحدثني عن المهنة، ذكرتها بأن فرنسا عقب أحداث شارلي إيبدو رفعت الشعار «الجمهورية أولا» ثم بقية الأمور.
كدت أسأل مذيعة مونتي كارلو «لماذا تعتبرون أن الدفاع عن فرنسا بالنسبة لفرنسي علامة فخر، وأن الدفاع عن المغرب بالنسبة لمغربي علامة ارتباط بالأجهزة الحقيقية والمتخيلة؟».
لم أسألها لأنني ربما أعرف الجواب، وأعرف أننا لايحق لنا أن ندافع عن بلادنا وإلا اتهمنا بالعمالة.
بالمقابل يحق لمن يشتغلون لدى الأجنبي أن يجاهروا بكل خياناتهم وأن يفخروا بها، وأن يعتبروا أنفسهم علامات النضال في البلد طالما بقي الضخ مستمرا في كل الحسابات.
في الليل من ذلك الخميس التقيت مغربيا عاديا في الشارع، قال لي بالحرف «سمعتك وعجبتيني، الله يحفظ هاد البلاد».
لعله خير ما يمكن أن يقع لك بعد أن تسمع كل الأشياء، ولعله الدليل على أن هذا البلد لن يحفظه إلا أبناؤه البررة، وأن البقية سيظلون مجرد ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق.
المختار لغزيوي.