أصدر مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، بيانا حول ما جرى أثناء تشييع خديجة المالكي، زوجة الراحل عبدالسلام ياسين، ترسم فيه صورة قاتمة عما جرى يوم تشييع الجنازة، الخميس الماضي، وتمارس النفخ، في وقائع عادية، تندرج في سياق المهام المنوطة بالسلطات المحلية، لأن للمقابر حرمات...
البيان يريد ليّ ذراع الحقيقة... والحقيقة في هذه الحالة هي أن الجماعة أصرت على ممارسة "الحق" في الدفن من دون أدنى احترام للضوابط الجاري بها العمل، ورفضت الامتثال للقانون، و أصرت على خرق حتى تقاليد دفن المسلمين لسبب يبدو أكثر من تافه، وهو الإصرار على تشييع الجثة، جنب قبر زوجها، حتى ولو أدى ذلك لإغلاق ممر.
ولا شك أن الجماعة، التي طالها النسيان، ولم تعد تجد ما تطل به على الرأي العام، افتعلت هذه الأزمة، من أجل إثارة الانتباه، لا أقل ولا أكثر، ذلك أن الكثير من الناس، يموتون كل يوم ، و تشيع جنائزهم بكل هدوء بعيدا عن التشويش الذي تركب عليه الجماعة، التي أرادت أن تمارس الدفن معبئة لذلك المئات من مريديها الذين اعتلوا أسوار مقبرة "العلو" وشرعوا في الصراخ...
ماذا يمكن أن نسمي فعلا كهذا، إنه منطق الابتزاز، الذي دأبت عليه العدل والإحسان، مستغلة لحظة حزن، ومن دون احترام لمشاعر عائلة الراحلة المكلومة بفقدانها.
لقد كان من الممكن أن تلزم الجماعة صواب "فضيلة"، كما جاء في البيان، وأن تتجنب كل هذا التعنت، وهذا العناد غير المفهوم وغير المبرر إطلاقا، تفاديا لإضاعة الوقت (أزيد من خمس ساعات) والجهد، وأن تودع السيدة الجليلة للا خديجة المالكي زوج الإمام المرشد رحمهما الله تعالى، بكل هدوء، بعيدا عن الضوضاء الذي يتعمد استفزاز السلطات.