نشر رضا بنعثمان على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي"الفايسبوك" الاثنين، مقالا تضليليا، بكلّ المقاييس، حول اعتقال هشام منصوري، ضمّنه مغالطات حاول تمريرها في كساء تحليل سطحي، وربط فجّ بين المتناقضات لغاية وحيدة وهي الدفاع عن الغلط أو الجنحة إن لم نقل الجريمة.
مقال، كان مجانبا للصواب، غارقا في التعتيم والتفاهة، في كلّ ما ذهب إليه، بل إن محاولة تسييسه "قديمة"، لم تعد تنطلي على أحد في أوساط الرأي العام،وخاصة بعد أن شاع الخبر اليقين في صفوف المواطنين، ونقلته الصحافة النزيهة بالقول في حينه: إن الأمر يتعلق بقضية فساد وخيانة زوجية.. واختصارا، فضيحة.
إذا كان رضا بنعثمان، السلفي الجهادي، الذي سبق أن قضى عقوبة حبسية بعد إدانته بمقتضى قانون الارهاب، يعتبر ما اقترفه هشام منصوري، أمرا حقوقيا وشأنا سياسيا، بل وقمعا للحريات من طرف السلطات، فهل معنى هذا أن كاتب المقال يقبل أن يجد زوجته في أحضان رجل غريب، ويسكت عن ذلك، من دون أن يلجأ للقانون انتصارا لحقّه كزوج أولا ثم لأعراف المجتمع كسلطة أخلاقية ثانيا، والأديان السماوية كشرائع ثالثا.
هل هشام منصوري مواطن فوق القوانين ومن حقه انتهاك حرمات الناس، وتمريغ كرامتهم في العار؟
وهل هذه الانتقائية المقيتة، التي يعمل بها بنعثمان وآخرون، ليست هي عين العنصرية و التفرقة بين الناس..أليس ذلك أبشع خرق لحقوق الإنسان؟؟.
إن ما ذهب إليه كاتب المقال هو الجهل المركّب بحقوق الإنسان بمبادئها السامية والكونية، وهو الاستغلال الوقح لهذه القيم، لأنه لا يمكن إطلاقا القبول بذلك أو السماح به، وخاصة عندما يصبح الحقوقيون المزيفون وأشباه المثقفين والسياسيين يدافعون عن شخص انتهك حرمة وأعراض الآخرين..انه العار الذي لا يريده المغاربة في بلدهم ولحقوق الإنسان الحقيقية التي تلزم الدولة والسلطات بحماية كرامتهم وأعراضهم.
لسنا في بلاد شيوعية، حيث مشاعة الجنس والنساء كما في الأزمنة البدائية والغارقة في الوحشية، لسنا في بلاد يشرّع نظامها انتهاك حرمات الآخرين ويسمح بالخيانة الزوجية، ولو أن هذه البلاد ليست موجودة إطلاقا على الكوكب الأزرق، إننا في بلد إسلامي، ومجتمعنا محافظ على أصوله وثوابته، والقوانين المغربية معروفة، ولا تختلف عن باقي أقطار المعمور، وهي أن الخيانة الزوجية جريمة يُعاقب عليها، وما حدث لهشام منصوري هو العقاب الذي يقابل الجرم الذي اقترفه هو والسيدة المعتقلة في حالة تلبس معه في بيت أعدّه للدعارة.. وكما يقول المغاربة في كلامهم الشعبي" اللي دار الذنب يستاهل العقوبة".