ستة مسدسات من أنواع مختلفة الخطورة، و 440 رصاصة حية، إلى جانب قارورة من مواد سامة شديدة المفعول و أصفاد بلاستيكية، وكذا منظار و عشرات الهواتف النقالة وآلة تصوير وحواسيب وتجهيزات اليكترونية أخرى، كلّها مجتمعة تشكل الترسانة الإجرامية لتنظيم الغدر والدم الذي تمّ تفكيكه بالمغرب والمسمى ب" ولاية الدولة الإسلامية في المغرب الأقصى..أحفاد يوسف ابن تاشفين"
ترسانة قدمت للصحافة الوطنية والدولية الاثنين بسلا،من طرف والي الأمن، مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، عبد الحق خيام، الذي وصف الفعل الإرهابي الذي كانت الخلية المفككة، تعتزم القيام به في المغرب ب"العالي الخطورة" مضيفا في الآن نفسه "تصوروا أن العناصر الإرهابية ضيّعت 300 رصاصة ولم تصب بها أهدافها و نجحت في الباقي 140 أو أكثرأفلا يعني ذلك 140 ضحية..أليس ذلك مجزرة في حق هذا البلد؟".
مجزرة كانت تستهدف سياسيين وعسكريين ومدنيين، ليس رميا بالرصاص فقط، ولكن بالمواد السامة، حيث كانت الآلة الهمجية تعتزم تسميم مقابض سيارات و أقفال أبواب البيوت وغيرها بالمادة المضبوطة بحوزتها، والتي قال عنها الوالي خيام، أنها" أحيلت على الخبرة لمعرفة مكوناتها بالضبط لأن التحقيق مع عناصر الخلية لازال جاريا وبالتالي فان المعلومات المتوفرة ليست نهائية، ويمكن في أي وقت ظهور حقائق جديدة".
في غضون ذلك، كشف المصدر ذاته، أن المعتقلين كانوا على اتصال مع تنظيم داعش، وأنهم بايعوا الأمير البغدادي، بعد أن كانوا قد بايعوا قبل ذلك تنظيم القاعدة، مضيفا أن 13 عنصرا هم إرهابيون محترفون، شباب تتراوح أعمارهم مابين 19 و37 سنة.
واستعرض الخيام بالمناسبة، أشرطة فيديو توثق لعمليات الاعتقال والمداهمة بالمدن التي شملتها الاعتقالات، ولأول مرة يقوم المكتب المركزي للتحقيقات القضائية بذلك، ضمانا لشفافية التدخلات ودليل اعتمادها على المعايير القانونية، تفاديا لكلّ ما من شأنه التشكيك في ذلك.
كما أشار الوالي بنفس المناسبة، إلى ان مصالح الأمن المغربية تمكنت من تفكيك حوالي 132 خلية إرهابية بين سنتي 2002 و 2015 مضيف أن عمليات التفكيك هاته مكنت من توقيف 2720 شخصا وإحباط 276 مشروع عملية إرهابية.
كما أبرز مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية أن الإرهابيين كانوا يخططون، من خلال هذه العمليات، للقيام ب119 عملية تفجير، وتنفيذ عمليات اغتيال بحق 109 شخصيات، وسبع عمليات اختطاف، فضلا عن 41 عملية سطو مسلح.
وبخصوص المقاتلين المغاربة في صفوف الجماعات الإرهابية، فإن عددهم بلغ 1354 شخصا، من بينهم 220 معتقلا سابقا و246 شخصا قتلوا في سوريا و40 في العراق، مضيفا أن 156 شخصا عادوا إلى المملكة.
وأكد الخيام أن 185 سيدة التحقن بدورهن بتنظيم "داعش" الإرهابي مرفقات ب135 طفلا، معربا عن أسفه لخروج هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين التحقوا في مقتبل عمرهم بمخيمات التدريب.
ويذكر أن هذه العمليات تندرج في إطار مكافحة الإرهاب التي تنجز بتنسيق وثيق بين مختلف مصالح الأمن المغربية، والتي مكنت من توقيف مئات الإرهابيين المنتمين لتنظيم "القاعدة" وتنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا.
تجدر الاشارة الى أن الوالي، قد أثنى على العمل الجبار الذي يقوم به العنصر البشري في عمليات رصد وتتبع الارهابيين، وأيضا نوّه بالدور الكبير عالميا لمديرية مراقبة التراب الوطني بالمغرب، والعمل الجبار الذي تقوم به، وأكد في هذا السياق أن " إيقاف عناصر هذه الخلية بكل من مدن أكادير وطنجة والعيون وأبي الجعد وتيفلت ومراكش وتارودانت وعين حرودة والعيون الشرقية، هو ثمرة 5 أشهر أو أكثر من التتبع الدقيق والدائم من طرف عناصر "ديستي".