تفوق وتوفق زملاؤنا في العدد الأسبوعي للجريدة “الأحداث ويكاند”، في العثور على سؤال وجيه لملفهم “لماذا يشكك المغاربة في كل شيء؟”، بعد أن لاحظوا أن أي خبر يصل إلى الناس، إلا ويحظى في مقاهينا ومنتدياتنا ومنازلنا بقراءة خاصة تشك فيه وتعتبر أن الجانب المغيب فيه أكبر من الجانب الظاهر.
قد يرى البعض في الأمر برمته مجرد ظاهرة سطحية تثير الابتسام والسلام، خصوصا إذا مست مجالات يلزمها كثير من الخيال لتصور الكذب فيها، مثل رقم سكان الوطن مثلا، لكن البعض الثاني يرى في هذا التشكيك المتواصل علامة انعدام ثقة خطيرة بيننا جميعا تعبر عن نفسها بهذا الارتياب الدائم من كل الأخبار التي تصلنا، وصنع وحبك السيناريوهات الكبرى والصغرى المتوسطة لمرافقتنا، وتطعيمها بكل التوابل والبهارات الممكنة لكي يبدو هذا الارتياب في الختام في محله تماما.
“القطار لايمكن أن يصدم وزيرا، ثم ما الذي يفعله ذلك الوزير هناك في تلك اللحظة؟”، “البرلماني لايمكن أن يقطع الوادي وهو يعرف خطورة “الحملة”، ثم لماذا سيمر من تلك القنطرة وهو يعرف خطورتها؟”، “لايمكننا أن نكون 33 مليونا فقط، وشركات الهاتف تقول إن لدينا 47 مليون منخرطا فيها”. مايمكنش. “القذافي وصدام وبن لادن والزرقاوي لم يموتوا طبعا، بل هم الآن في حي شعبي قرب المدينة القديمة يحتسون الشاي المغربي وينتظرون أن يلتحق بهم هتلر لكي يذهبوا لزيارة أبوبكر البغدادي”، وقس على ذلك كل ماقد يمر من ذهنك من حماقات وخرافات، تجد أناسا يبدون ظاهريا في كامل قواهم العقلية يناقشونها، بل ويقسمون بأغلظ الأيمان أنهم متأكدون من معلوماتهم بشأنها
الحكاية ليست هلوسات جماعية وكفى. الحكاية كلها ثقة افتقدناها في بعضنا البعض، تجعلنا في معيشنا اليومي نشك في أقرب المقربين، وتنعكس على الأشياء بشكل أكبر إلى أن تصل إلى قضايا كبرى لاعلاقة لنا بها سوى أننا نسمع عنها في التلفزيون.
أنا أشكك، إذن أنا مغربي، أو لنقل : إذن أنا لدي عديد المبررات لكي لاأطمئن لكل مايقال لي، وحتى وإن لم أملك دليلا على الأمر، فأنا مستمر فيه رغم أنه في الختام مجرد ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق.
ملحوظة لها بعض العلاقة بماسبق
مشهد جمهور اتحاد طنجة السبت الفارط مشهد مثير للإعجاب، وخطوة قناتنا الرياضية نقل مباراة المولودية والاتحاد عن القسم الثاني خطوة رائعة للغاية، عساها أن تتكرر باستمرار لأن مدنا بأكملها معنية بنقل مباريات فرقها على شاشة تلفزيون بلادها.
المختار الغزيوي.