في ظرف أقل من 24 ساعة حقق لقاء بنكيران مع «ميد راديو» على اليوتوب مايفوق المائة ألف مشاهدة، وهو رقم مهول بالنسبة لحوار سياسي، هو مجرد حوار سياسي لا أقل ولا أكثر.
لماذا لا أقل ولا أكثر؟
لأن الأسطورة أو الإشاعة قالت لنا وأقنعتنا لسنوات، بأن برامج السياسة لا إقبال لها لدى الجمهور، وأنها في أحسن الحالات لا تتعدى مئات من النقرات، وأنها بالتالي يجب أن تتوارى إلى الخلف. طيب، وماذا سنضع في الواجهة؟
كل الأشياء التي تصنع «البوز» مثلما يقول ساكنة الأنترنيت: مغنية تعرت، مغني انتحر، شاب صور صديقته من الخلف، وآخر صور أذنه المقطوعة لكنه لازال ينصت بها، وفيديوهات الخرافة والجهل وانشرها لكي تدخل الجنة، ولا تخرج قبل أن تقول سبحان الله وترسلها إلى سبعة وسبعين صديقا لك، وتفادى الصديقات لئلا تسقط في الحرام..
لذلك اقتربنا من التصديق، وقلنا جميعا آمين. السياسة لا جمهور لها، وعلينا جميعا الابتعاد عنها.
لكن برنامج بنكيران الأخير مع زميلنا الرمضاني من «ميد راديو» قال لنا العكس تماما.
هو بالتحديد قال لنا مسألة خطيرة للغاية: عندما يجد الجمهور رجل سياسة يتقن الحديث إلى الجمهور ينتظره ويتابعه.
هذه هي الخلاصة المزعجة للعديدين، لكنها الحقيقة. ولكم آلمني أن أقرأ في تعاليق الفيسبوك ومواقع الأنترنيت من يسب الناس ويتهمهم بالأمية والتخلف وحب الشعبوية فقط لأنهم أنصتوا لبنكيران، أو راقهم كلام بنكيران.
هذا الأمر عيب، وسيء في حق من يقومون به، وعوض الهروب إلى التعالي على شعبنا واتهامه بالأمية والتخلف، اخترعوا لكم – أيها القابعون في علياء هروب الناس منكم – طريقة ما تقتربون بها من الشعب، وتتحدثون لغة تشبهه..
أعرف أنه درس قاس بالنسبة لمن يملؤون قاعات أحزابهم وشبيباتهم فقط «بالمزاوكة» ودفع المال من أجل الحضور، لكنها الحقيقة العارية، وهي قبل وبعد كل الأشياء مجرد…
بقلم: المختار الغزيوي.