تمارا بن حليم، إحدى مؤسسات هذا المشروع، تؤكد أن الفكرة تعود لنحو ثلاثة أعوام وتهدف إلى إعادة التركيز على الوضع في غزة.
تقول تمارا: "الحرب على غزة عام 2009 دفعتنا جميعا للتفكير بطرق جديدة للمساعدة، خصوصا وأننا قمنا بالتبرع والتطوع سابقا، وشعرنا آنذاك أن الأمر لم يكن كافيا، لذا فكّرت ابنة عمي، وهي فلسطينية الأصل، بممارسة نشاط رياضي تطوعي يهدف إلى جمع المال لهدف خيري في القطاع، وهي أيضا طريقة مبتكرة لشد انتباه وسائل الإعلام إلينا. فبدأنا بأربعة أو خمسة دراجين، وانطلقنا في رحلتنا الأولى من لندن إلى باريس، وفي رحلتنا الثانية من برج بيزا إلى روما."
ولم تخل رحلة الدراجين عبر بعض دول أوروبا من الصعوبات، التي ترافقها لحظات فرح وخوف ورضا عن النتائج.
تقول تمارا: "الأمر مختلف كل عام، فرحلتنا الأولى كانت صعبة، ولكننا كنا مستعدين، رغم أن أحد الدراجين السعوديين في تلك الرحلة تاه عن الطريق، وسقط دراج آخر عن دراجته بعد نزوله بسرعة إلى سفح الجبل، ولكن كل ذلك هو جزء من المغامرة."
وحول تقبل المارة في الشارع فكرة مشاهدة فريق كبير يقود دراجاته، تقول تمارا: "كان الأمر غريبا في البداية، فحين كنا نتوقف للاستراحة، كان المارة يقتربون منا متسائلين عما نقوم به، لذا وجدنا في ذلك فرصة لزيادة إدراك الآخرين بالوضع الحقيقي في غزة، وضرورة تقديم العون المادي والمعنوي."
وللتحدث إلى أكبر عدد من الناس، تقول تمارا إن الفريق يحرص على الانطلاق من مكان معروف، كبرج إيفل مثلا، وإنهاء الرحلة في معلم شهير.
وفي الوقت الذي تستعد فيه تمارا ورفاقها للخروج في رحلة ثالثة خلال الأسابيع المقبلة، يأمل الدراجون في توسيع تطلعاتهم وأهدافهم في غزة، وهي تقول في هذا الإطار: "بالنسبة لي، أتطلع إلى أن تتحول هذه المناسبة السنوية إلى حركة عالمية يحييها الناس في أماكن مختلفة حول العالم، فالأمر كله يتعلق بمساعدة الآخرين على تحقيق شيء ما، وإرسال العون المادي لمن هم بحاجة إليه."
أما عن الحلم الأكبر، فتقول تمارا: "هدفنا الأسمى والأكبر هو الوصول إلى قطاع غزة خلال العامين المقبلين لإيصال الدعم اللازم لبرامج التعليم والصحة، وخلق مجتمع فلسطيني حر في هذا القطاع الذي عانى الكثير."
يذكر أن فريق "دراجون من أجل غزة" يضم أعضاء من بريطانيا، والسعودية، والنمسا، والإمارات، وإيطاليا، ومصر.
ولا يهتم الدراجون بالليل أو النهار، بالبرد أو الحر، فالعزم على بناء مدرسة أو مركز صحي يستفيد منه فلسطينيو غزة هو ما يجعل لرحلة الدراجين طعما وشكلا آخر.