عزيز الدادسي
من سوء حظ المرء أن يكون عدوه أحمقا، حيث لم يعد من مهمة لدى السلطات المغربية سوى مضايقة إيناسيو سمبريرو، الصحفي الفريد في العالم، الذي يكتب من براكته على سطح إلموندو مقالات حاقدة ضد المغرب.
فقد نشرت وكالة "أوروبا بريس" مقالا تحت عنوان جمعية الصحافة بمدريد ( أ.ب.م) تدعو السلطات المغربية للكف عن مضايقة الصحافي بجريدة "الموندو" إينياسيو سمبريرو. وحسب المقال فإن أ.ب.م تطلب من السلطات المغربية الكف عن مضايقة إينياسيو سمبريرو المكلف بتحليل الأخبار بإفريقيا الشمالية وذلك عبر مدونتها بعنوان "أوريلا ديل سير" وكذلك عبر أعمدة جريدة "الموندو".
وكانت رئيسة ( أ.ب.م) قد توصلت بعريضة من سمبريرو يزعم أنه كان ملاحقا يوم 28 يناير الماضي، هذا الأخير الذي ظهر مؤخرا في صور داخل مقهى بمدريد بصحبة صحفي مغربي، وأنه تعرض لتهديدات بالقتل على مواقع التواصل الاجتماعي، كان قد ندد به رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بسبب دفاعه عن الإرهاب.
إن الصورة التي تم أخذها بصحبة الصحفي المغربي يمكن أن تكون لها علاقة بالتآمر الذي ذهب مولاي هشام إلى مدريد للدفاع عنه حسب المقال. إن ( أ.ب.م) تقول إنها تدافع عن سمبريرو ضد "المضايقات" التي هي ضد الحق في المعلومة الذي يشكل حقا دستوريا في إسبانيا، وعمادا أساسيا للديموقراطية.
وفي الأخير، فإن ( أ.ب.م) تطلب من الحكومة الإسبانية التدخل لدى السلطات المغربية من أجل أن تكف عن ممارسة "الضغوط" على الصحافيين الإسبان الذين لا يقومون إلا بممارسة حقهم في المعلومة.
المعروف أن سمبريرو يتجول بحرية في المغرب، مثله مثل باقي الصحفيين الأجانب، وفيما يتعلق بممارسة مهنتهم فإن هناك قوانين مرعية في هذا البلد، ولا يمكن تجاوزها، ولهذا فإن ادعاءات سمبريرو ومن يقف وراءه مجرد أكاذيب قصد تشويه صورة المغرب لدى المجتمع الدولي. ولهذا فإن ما زعمته الجمعية من كون سمبريرو يتعرض لمضايقات في المغرب فهو محض افتراء.
أما إذا كان المقصود الدعوى القضائية التي رفعتها الحكومة المغربية بمحكمة مدريد فذلك حق يضمنه القانون، لأن سمبريرو بث فيديو لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يحرض على ممارسة القتل والتفجير داخل المغرب. وهو عمل يجرمه القانون، وكان سمبريرو وزمرته والمدافعون عنه في المغرب فرحوا لقرار المحكمة حفظ الملف، لكن إعادة تحريكه من جديد أزعجهم كثيرا ولهذا نراهم يخبطون خبط عشواء.
سمبريرو، الذي عاش في براكة على سطح إلموندو، يجد اليوم من يدافع عنه ويحتضنه، بل إنه لم تعد لديه مشاكل مالية بعد أن تلقفته المخابرات الجزائرية ولوبي البوليساريو بمدريد وأصبح خادما طيعا مقابل مبالغ مالية. فلا يمكن التعويل على تحليلات مدفوعة الثمن.
المعروف عن سمبريرو أنه يحمل عداء للمغرب، وهو عداء ليس قديما ولكنه مستحدث، فقد عاش فترة مراسلا في المغرب، وكان حينها الوزير الراحل إدريس البصري يغدق على الصحفيين الأجانب، لكن مع العهد الجديد تم إرسال إشارة إلى أنه على هؤلاء العمل بموضوعية ولينقلوا الواقع كما هو دون تحامل، ومع انتهاء العطايا بدأ المكر والحقد ينفجر من صدور أمثال سمبريرو.