نفس الجوقة التي تعزف على نفس النغمة، التي وضعت "نوتتها" المخابرات الجزائرية، وجمعية "أكات"، التي افتضح أمرها، وأصبحت سوءتها عارية أمام رؤوس الأشهاد، تحركت أمام سفارة المغرب بباريس من أجل استخراج جثة حركة 20 فبراير واللعب بأشلائها.
بضعة نفر و وجوه مألوفة، إلى درجة الملل، لا تتعدى أصابع اليد، لم تثر انتباه حتى العابرين في الأزقة، حاولوا "التظاهر"، وتكلف رضا بنعثمان بضمان التغطية الإعلامية لهم على موقع "دومان "، رغم أن الأمر لا يتعلق بحدث ولا هم يحزنون، وإنما بتصريف الموقع و "الصحافي" الذي يشتغل به، لحقدهم ومواقفهم الجاهزة.
ولمن لا يعرف رضا بنعثمان فهو معتقل جهادي سابق، أدين بمقتضى قانون الإرهاب، وتحول بقدرة قادر إلى "صحافي" مارق على صفحات "دومان" وقبلها "لكم".
الذكرى الرابعة للحركة مرت في صمت، وما سُمي بالمسيرات الجهوية، كانت ضئيلة وهزيلة جدا إلى درجة أنه لم يسمع لها أي صدى، وهو دليل على أن 20 فبراير قد قضت نحبها من زمان، لسبب بسيط، لأن التاريخ تجاوزها، والمغرب ركب قطار التغيير المنشود، بعيدا عن رياح الربيع العربي العاتية، التي لا تزال قوتها تدمر في عدد من الأقطار والأمصار.
الرهان على نفخ الروح في جثة أو المتاجرة بها، رهان فاشل، والذين حاولوا أن يخرجوا إلى الشوارع، لا شك وأنهم عادوا مصدومين إلى بيوتهم، لأن مسيراتهم المزعومة لم تلق أي استجابة، وهو عنوان جديد لفشل الحركة في أن تجد لها ولو حيزا ضيقا بين المغاربة.
إن ما وُلد خارج التاريخ يظل خارج التاريخ، وهذا ما حدث لحركة، كانت مجرد "موضة"، انتهت لما انتهت إليه كل "الموضات"، لأنه لا يصح إلا الصحيح، والصحيح في هذه الحالة هو خطة الطريق التي رسمها خطاب 9 مارس 2011، وليست الشعارات التي رفعتها 20 فبراير، لأنه (الخطاب) تجاوزها بمسافات ضوئية.