عزيز الدادسي
كتب عمر بروكسي، في صفحته على الفايسبوك، مهنئا حركة 20 فبراير بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاقها، قائلا إنه أصبحت جزءا من الرواية التاريخية الشعبية للمغرب.
لقد دخلت التاريخ، كما قال، التاريخ الحقيقي وليس المزور، الذي يقرأه اطفال المغرب في المقررات الدراسية، التي تقول إننا لم نوجد إلا بعد إدريس الأول، الذي لا ندري هل وجد أم لا. وختم تدوينته قائلا لهذه الأسباب أنتمي بالجسد والروح لهذه الحركة العلمانية والديمقراطية.
لن نناقش بروكسي في التاريخ لأن هذا حديث مناهج ومتخصصين، لكن التاريخ الذي يدرسه الأطفال يبدأ من قديم، وكلنا درسنا الفنيقيين والوندال والبيزنطيين وقرأنا عن الأمازيغ والحضارات التي عرفها المغرب قبل الوصول إلى دولة المولى إدريس، لكن من يمول نزوات الرجل يفرض القطع مع ثقافة المغاربة بشكل نهائي من أجل بث قيم جديدة تتعلق بإفطار رمضان علانية والتطبيع مع الشذوذ الجنسي والفساد الأخلاقي في أفق تفكيك الأسرة المغربية.
ومن أكاذيب عمر بروكسي قوله إن حركة 20 فبراير حركة علمانية ديمقراطية، لأن حقيقتها أنها حركة بلا هوية، فقد جمعت كل المتنطعين، العلمانية عند بروكسي ليست هي إخراج الدين من الشأن العام، ولكن هي الدفاع عن الظواهر التي لا تنسجم مع قيم المجتمع المغربي، من قبيل الشذوذ الجنسي والتفكك الأسري والعلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج والإفطار العلني في رمضان. وهذه قيم تمولها مؤسسات أوروبية هدفها انهيار الأسرة المغربية.
أما عن التاريخ الحقيقي لحركة 20 فبراير، الذي لا يعرفه عمر بروكسي، فيمكن إجماله في بضعة وقائع دالة. فواحد من مؤسسي الحركة وأول من أنجز صفحة داعية إلى الخروج للشارع، يوجد اليوم في السجن، ليس لأن الدولة اعتقلته نظرا لخطورته، ولكن لأنه تم اعتقاله ملتبسا بالشذوذ الجنسي رفقة قاصر مشرد بسلا.
وواحد من رموز الحركة في الرباط، صاحب العكاز، فقد تم اعتقاله لأنه تم ضبطه يبيع الحشيش. هذا دون أن نذكر عمر بروكسي بالكثير من الاستغلال البشع للفتيات، اللائي استيقظن على الفظاعات وعلى الكبت الذي يعانيه قادة الحركة.
هذا هو التاريخ الحقيقي لعشرين فبراير الذي لا يعرفه عمر بروكسي، الذي لم يميز بين عمله الصحفي وانتمائه لحركة الشارع بمعناها الواسع.