بدأت مخططات خصوم الوحدة الترابية للمغرب تكشف عن نفسها الواحدة بعد الأخرى. فبعد فشل الانفصاليين في الحصول على شيء ما من المبعوث الأممي، كريستوفر روس، خلال زيارته لمخيمات تندوف بالرغم من الضغوطات التي مُورِست عليه؛ وبعد زيارة جماعية لقيادة "البوليساريو" الفاسدة للجزائر من أجل التزود بتفاصيل مخطط المؤامرة الجديدة ـ القديمة التي ينسجها هذا النظام تمهيدا للاجتماعات القادمة لمجلس الأمن الدولي؛ وبعد التهديدات بحمل السلاح وإشعال نيران الحرب في المنطقة، ارتأى الخصوم الاستنجاد ببعض المسؤولين السابقين بأمريكا اللاتينية لاستخدامهم في حملاتهم المغرضة ضد المغرب، والاعتماد عليهم في الترويج للطرح الانفصالي العقيم من خلال التشديد على توسيع مهمة بعثة "المينورسو" الأممية بالأقاليم الجنوبية للمملكة. وهو الملف الذي تبذل من أجله الجزائر كل ما تملك من أجل تمريره داخل مجلس الأمن، باعتباره المدخل الأساسي لحملة أخرى مغرضة تقود إلى جعل الأقاليم الجنوبية بالصحراء المغربية تحت تصرف الخصوم. في هذا السياق، اشترى النظام الجزائري خدمات وزير النفط ووزير خارجية فنزويلا السابق ومندوبها بالأمم المتحدة، رفائيل راميريز، وتوكيله للترافع عن الانفصاليين داخل مجلس الأمن، خاصة أن هذا الدبلوماسي مشبع بالفكر الانفصالي من خلال لقاءاته المتعددة مع أطراف الانفصال في الجزائر وخارجها، وتنظيم زيارات له لمخيمات تندوف. ويستغل خصوم المغرب، بقيادة الجزائر التي تشرف على مخطط المؤامرة، تعيين نيكولا مادورو، الرئيس الفنزويلي، لرفائيل راميريز، سفيرا لدى الأمم المتحدة في نهاية شهر دجنبر الماضي، لتنشيط الحملة الدعائية ضد المغرب في كواليس المنتظم الدولي، علما أن فنزويلا انضمت إلى مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم، ابتداء من يناير 2015. وبناء على هذا، فإن التنسيق جارٍ على قدم وساق بين خصوم المغرب من كل الآفاق من أجل الحسم في الاجتماع المقبل لمجلس الأمن الدولي، بما في ذلك شراء خدمات دبلوماسيين ووزراء متقاعدين وشخصيات آخرين لتشكيل فريق يعاكس ويعادي الوحدة الترابية للمملكة. والغريب أن المؤامرة التي أعدها النظام الجزائري تحمل شعار "الدفاع عن السلام العالمي"، حيث جمع لهذا الغرض كل المستعدين لبيع خدماتهم وأفكارهم التآمرية على وحدة وسيادة دول أخرى. بالطبع، هناك دول أخرى تسير في ركب الخصوم، ومن بينها جنوب إفريقيا ونيجيريا اللتان تشكلان ركنا من الضلع الثلاثي، إلى جانب الجزائر، التي تضع على رأس أجندتها السياسية معاداة المغرب، بالإضافة إلى أنظمة الدول القريبة من جنوب إفريقيا التي تردد، أوتوماتيكيا، ما تتوصل به من بريتوريا سواء كان ذلك على صعيد الاتحاد الإفريقي أو الأمم المتحدة. بالطبع، يعقد الخصوم، بقيادة النظام الجزائري، آمالا كبرى بمناسبة الاجتماعات المقبلة لمجلس الأمن الدولي في شهر أبريل، وهي الاجتماعات التي يرى فيها هؤلاء الخصوم الفرصة الأخيرة والحاسمة لـ"مراجعة عملية السلام" في الصحراء المغربية، والتي يراهنون عليها كثيرا من خلال استئجار خدمات دبلوماسيين ووزراء وشخصيات حالية أو سابقة لها خبرة كبيرة في قلب الحقائق وتزوير المعطيات لخدمة أجندة انفصالية واضحة المعالم، ولا تخطئها العين.
حمادي الغاري.