بوحدو التودغي
يبتهج على أنوزلا، الممول حاليا من الخزائن التي يشرف عليها عزمي بشارة، كلما وجد شيئا يسيء للمغرب، كي يجد ما يقدم لأسياده، لكن فرحته دائما لا تتم، حيث يتم تخريب الحفلة في بدايتها، وهكذا وقع مع تجميد اتفاقيات التعاون القضائي بين المغرب وفرنسا، واليوم يصاب بانهيار تام بعد البيان الملكي بخصوص الحسابات البنكية في سويسرا، التي أراد أن يجعل منها موضوعا يعلق عليه تفاهاته التي تسمى كتابات.
ومن غرائب الزمن الصحفي الرديء أن يتم الاحتفال بكتابات تافهة لا رأس لها، ويتم التقديم لها على الشكل التالي "علي أنوزلا يكتب عن: أسئلة قانونية وسياسية وأخلاقية على ضوء تسريبات سويس ليكس".
ما هي القيمة الأخلاقية لعلي أنوزلا حتى يكتب عن الأخلاق؟ أليست العاهرة أشرف منه في العفة؟ وكم من بائعة هوى لا تقبل الخيانة؟ لكن أنوزلا يرتمي في أحضان الخيانة مقابل ما تجود به حسابات أعداء المغرب.
يريد أنوزلا أن يفهم أكثر من اللازم عندما يقول : الكشف عن وجود اسم العاهل المغربي ضمن هذه اللائحة يطرح سؤالا قانونيا حول الطريقة التي تم بواسطتها تحويل أكثر من ثمانية ملايين يورو، هي قيمة الحسابات المفتوحة باسم "صاحب الجلالة الملك محمد السادس" إلى هذا البنك السويسري.
فالقانون المغربي واضح يلزم أن يخضع كل تحويل للمال من المغرب إلى الخارج لمراقبة "مكتب الصرف" الذي يضع شروطا صارمة تمنع كل تحويل للعملة من الداخل إلى الخارج إلا لأسباب يحددها القانون.
يضاف إلى ذلك أن القانون المغربي يمنع على المغاربة المقيمين في المغرب فتح حسابات مالية خارج بلدهم، ويعاقب بالسجن كل من هرب اﻻموال إلى الخارج.
تحول علي أنوزلا هنا إلى خبير وقاض في الوقت ذاته. لقد أصدر مجموعة من الأحكام دون الاطلاع على حيثيات الموضوع، التي نشرتها الجريدة التي اعتمد عليها في تدبيج هذا الإنشاء. فقد وجه جلالة الملك محمد السادس رسالة إلى صحيفة "لوموند" الفرنسية، تعقيبا على ما نشرته حول حسابه البنكي في مجموعة "HSBC" في سويسرا.
وقالت الرسالة إن ما نشرته جريدة "لوموند"، يوم 10 من الشهر الجاري، تحت عنوان "حسابات سرية في سويسرا ووجهاء التهرب الضريبي الفرنسيين" غير صحيح، لأن جلالة الملك محمد السادس ليس مقيما ضريبيا في فرنسا، وأنه يسدد كافة التزاماته الضريبية في المغرب، بما في ذلك الشركات التي يساهم فيها.
وأشارت الرسالة إلى أن المبالغ المالية التي يملكها جلالة الملك محمد السادس في حسابه بالمجموعة المذكورة، جرى تحويلها بكامل الشفافية عبر مكتب الصرف كما يفرض ذلك القانون المعمول به في المغرب.
وشدد البيان على أن فتح الحساب في المجموعة البنكية المذكورة "خاضع للضوابط القانونية والضريبية المعمول بها".
هذا ملك البلاد ورئيس الدولة يوضح طبيعة الحساب الموجود في البنك المذكور ودون تلبيس. فهل بمستطاع علي أنوزلا أن يكتب عن حسابات جنرالات الجزائر حيث يتلقى تحويلات مهمة؟
ليس لدى علي أنوزلا القدرة على ذلك، لأنه أصبح رهينة لما يتلقاه من مبالغ مالية مهمة مقابل أن يكون خائنا لبلده. فهو معروف بتعاونه مع مخابرات الجزائر ودعمه لجبهة البوليساريو وعلاقته اليوم بعزمي بشارة لا تخفى على أحد ويتلقى تعويضه بصفة متعاون مع العربي الجديد الصادرة بلندن.