لو علم العالم الحر أو الموصوف بالحر الذي قادته فرنسا يوما مسار ليبيا اليوم لما مس شعرة واحدة في معمر القذافي. الكثيرون لم يعودوا يجدون أي غضاضة في قول جملة بشعة وفظيعة مثل هاته، بكل بساطة بعد أن اتضح أن القطر الليبي تحول إلى بؤرة تطرف لا يمكن وصف حالها بأي كلمة من الكلمات
آخر مشاهد الرعب القادمة من هناك هو مشهد إعدام المصريين السبعة بدم بارد من طرف دواعش الوقت الحاكمين هناك، وهم دواعش ليس لهم انتماء واحد فقط، فهم موزعون على ملل ونحل عديدة وجدت في حالة الفوضى والخراب السائدة بعد القذافي في ليبيا المجال الخصب للانتشار والتوسع، وارتكاب المزيد من الكورث باسم الدين وباسم القراءة المتطرفة والكاذبة له.
في وقت سابق من هاته السنة، وخلال حضوره لمظاهرة التضامن مع صحافيي شارلي إيبدو، قال رئيس النيجر، وهو واحد من رؤساء بلدان إفريقية عديدة تخوض اليم حربا قاتلة ضد الإرهاب، إنه تعب من المطالبة بتدخل دولي ضد الإرهابيين في ليبيا، وأن شيئا لن يتم في مجال محاربة الإرهاب، ليس في النيجر أو إفريقيا وحدها، ولكن في العالم بأسره إذا تركت ليبيا لحالها أسيرة كل من أتاها من المتطرفين من كل مكان من أجل الانقضاض على كل قطر لوحده حين سيأتي الوقت.
التقط العالم الرسالة، لكن التردد لازال سيد الموقف، أو لنقل إن الترتيبات الجارية للمنطقة ككل، سواء كانت العربية المحيطة بليبيا أو القارية المنتمية إلى جذورها الجنوبية، تفرض هذا التردد، وتفرض منح التنظيمات الموجودة هناك، والمستفيدة من الفوضى غير الخلاقة التي تسود مزيدا من الوقت لكي تبهرنا بالمزيد من الفظاعات.
نحن هنا في المغرب معنيون. كيلومترات محدودة تفصلنا عن هذا البلد الذي كان دائما قريبا منا، ووشائج تواصل عديدة تربطنا به، ومغاربة كثر اشتغلوا فيه في وقت سابق، كما أن مغاربة آخرين يوجدون الآن فيه في إطار انتمائهم المتطرف والإرهابي إلى التنظيمات السرطانية المبعثرة هناك.
هل نستوعب خطورة واقع الحال في ذلك البلد؟ وما الذي ينتظره الكل من أجل العودة إلى بنغازي وسرت والزنتان وطرابلس، من أجل تحريرها هذه المرة من بقايامابعد القذافي، بعد أن حررت في وقت سابق، أو هكذا قيل لنا من “بومنيار” الزعيم الخاص من نوعه الذي يبدو أنه كان أقدر من غيره على التحكم في معادلة ذلك المكان الخاص من نوعه أيضا.
هذا مايبدو لي على الأقل، علما أن الأمر يتعلق فقط بملحوظة لاعلاقة لها بماسبق.
المختار لغزيوي