إدريس شكري.
يقول الحديث النبوي الشريف: " إذا لم تستحي فافعل ما شئت"، وهو ما ينطبق تماما على زكرياء المومني، الذي وجه رسالة إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، يذكره فيها ـ هكذا بلا حبة حياء ـ بما يزعم أنه تعذيب تعرض له سنة 2010، ولم يقدم شكاية بشأنه إلا في فبراير 2014، بعدما فشل طبعا في تنفيذ مخططه الابتزازي بالحصول على وظيفة في القطاع العام، ليصبح مجرد موظف شبح، ولا على الأموال من أجل بناء قاعة رياضية بباريس بـ 5 ملايين أورو، وكأنه مصاب بنوبة من الحمق والجنون.
الرسالة الجديدة، تأتي في سياق الحملة التي يخوضها هذا البطل من ورق أو البطل الشبح من أجل الابتزار، بعدما تورط حتى النخاع في اختلاق قصة التعذيب المزعوم، والتهديدات المزعومة بنشر أشرطة بورنوغرافية بطلها نصاب مشهود له بالاحتيال، في إحدى الغرف بفندق بالعاصمة الرباط.
طبعا زكرياء المومني لا يتحرك من تلقاء نفسه لأنه مجرد "كركوز" تحركه كما تشاء المخابرات الجزائرية ومنظر ثورة "الكامون"، وهو ما يفسر هذا الخروج الجديد عبر نافذة "الفايسبوك".
لقد اختطلت الأوراق على زكرياء المومني وهو يرى العلاقات بين الرباط وباريس تأخذ مجراها الطبيعي، وأصمت أذنيه الأصوات التي ارتفعت تنتقد قصر "الإليزي" على التفريط في حليف استراتيجي كان يمكن أن يسدي لفرنسا الكثير من الخدمات التي تقيها من الضربات الإرهابية، لكن القضاء الفرنسي الذي ركب رأسه، باسم كونية حقوق الإنسان، جعل العلاقات بين طرفين هذا المحور تتجمد قضائيا وأمنيا إلى أن حدث ما حدث، فاضطرت باريس لمراجعة أوراقها، هي التي تعلم جيدا أن زكرياء المومني وأمثاله مجرد طابور خامس في معركة تمولها المخابرات الجزائرية والأمير المنبوذ ضد الرباط.