في كتابه الجديد "شغف مغربي" أكد الكاتب الفرنسي هنري بونيي على مسلسل التنمية الشاملة التي أصبح يعيشها المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس، عبر الأوراش الاقتصادية الكبرى والإصلاحات الاجتماعية والحقوقية التي تم تحقيقها منذ اعتلائه العرش، والتي جعلت المغرب بلدا آمنا ومستقرا ووجهة للاستثمارات الاقتصادية العالمية منفتحة على العالم الخارجي عبر بوابة إفريقيا ونموذجا يحتذى في الحقوق والديمقراطية وبالتالي مرجعا كبيرا في الأمن ومختلف الأوجه. واحتضنت سفارة المغرب بباريس مساء الاربعاء لقاء لتقديم وتوقيع المؤلف الأخير للكاتب الفرنسي هينري بونيي الذي يسلط فيه الضوء على جوانب مختلفة من تاريخ المغرب، فضلا عن مسلسل التنمية الجاري تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. المؤلف الصادر عن دار النشر (روشي)، يبرز فيه هينري بونيي متانة الروابط بين تاريخ المغرب وحاضره، كما يعرب من خلاله عن إعجابه بهذه الأمة التي ظلت موحدة عبر العصور حول مجموعة من المرتكزات التي يعكسها الشعار الوطني (الله، الوطن، الملك)، وفي مقدمتها إمارة المؤمنين. وأشاد بونيي في تدخل له بالمناسبة بمسلسل التنمية والإصلاحات الذي تشهده المملكة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبرزا تفرد المغرب وشعبه المتشبث بالتقاليد كما بالحداثة، مشيرا إلى أن كتابه يطمح إلى تقديم نظرة تتجاوز الواقع لتكون في مستوى تاريخ المغرب. ويتطرق المؤلف في الجزء الأول من كتابه تحت عنوان "المغرب المرئي" إلى عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلاء جلالته العرش سنة 1999، مبرزا التقدم المحقق خلال هذه السنوات الحاسمة من أجل بناء المغرب الحديث، وخاصة في مجال إصلاح مدونة الأسرة، وحقوق الإنسان، وتكريس القيم المرتبطة بالهوية المغربية في الدستور الجديد. ويستكشف في جزء آخر بعنوان (المغرب غير المرئي) تاريخ المغرب من خلال البحث عن الأحداث والشخصيات الأساسية التي ساهمت في تشكيل الروح والهوية المغربية، المرتكزة على مجموعة من القيم التي ظلت حية إلى يومنا الحاضر. وفي الجزء الأخير الذي يحمل عنوان (سر المغرب) يبوح المؤلف بكل ما يجمعه بالمغرب الذي يعتبره وطنه الثاني، ويكن له شغفا كبيرا. المؤلف الذي جاء غاية في الاعتراف بالقوة السياسية والاجتماعية التي اكتسبها المغرب عالميا بعبقرية من الملك محمد السادس جاء فيه من الإشارات القوية ما يؤكد على المسؤولين في قصر الإليزي على ضرورة إعادة النظر في العلاقات الفرنسية المغربية التي تعد تاريخية ويجب أن ترقى إلى هذا التاريخ على الرغم مما أحاطها من التشنج في الأشهر القليلة الماضية. هنري بوني الذي ازداد ي سنة 1932، يعد مؤسسا لدار النشر الكتبية، وهو حاصل على الجائزة الكبرى للنقد من الأكاديمية الفرنسية، وله من الأعمال ما يزيد عن 25 عنوانا. كما يعتبر صحافيا وناقدا أدبيا، وقد عمل لحساب مجموعات كبرى، ومنها مكتبة هاشيت وفلاماريون والبان ميشيل ودار النشر روشي.