وجهت الأمم المتحدة دعوة صريحة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى التنحي عن قيادة الجزائر قبل فوات الأوان. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على بوتفليقة ضرورة التخلي عن كرسي رئاسة الجمهورية الجزائرية الذي استمرأ الجلوس عليه لمدة ثلاث ولايات متتالية قبل أن يتحايل على القانون و الديمقراطية و نزاهة الانتخابات و ينصب على الشعب الجزائري ليمنح لنفسه و معاونيه فرصة قيادة بلاد المليون شهيد لولاية رابعة،ولاية أصبحت مبعثا على السخرية ونموذجا سلبيا في الإجهاز على إرادة الشعوب بالتزوير تارة و بالضغط على المواطنين ضدا على الديمقراطية تارة أخرى. وفي الكلمة التي افتتح بها أشغال قمة الاتحاد الإفريقي التي تحتضن أشغالها أديس أبابا مند أمس الجمعة بحضور عدد من قادة الدول الإفريقية ،وضع الأمين العام للأمم المتحدة الوفد الجزائري الرسمي بهده القمة في حرج وضيق كبيرين حين أكد بالقول "يجب على الحكام الأفارقة ألا يتشبثوا بالسلطة و أن يغادروا مهامهم بمناصب القيادة فور نهاية ولايات انتخابهم لقيادة بلدانهم. بان كي مون في معرض تحذيره للحكام الأفارقة من أمثال بوتفليقة وتنبيهه للأنظمة التي تسير على نهج الجزائر في تدبيرها لشأن الشعب الجزائري بالقمع والتجويع و الضغط ضدا على الديمقراطية ، توعد رؤساء الدول الإفريقية الدين يرفضون التخلي عن السلطة عند نهاية مهامهم بالمصير السيئ لهم و لشعوبهم بسبب استمرارهم فعلى رأس هده السلطة قادة ضدا على تلك الشعوب و ضدا على الديمقراطية و نزاهة الانتخابات و الديمقراطية بصفة عامة. وإيمانا منه بان النظام الجزائري ،و مِثله مثل العديد من الأنظمة الإفريقية، مبني على القمع ودحض الديمقراطية ، ألقى بان كي مون باللائمة على القادة الأفارقة الدين يعتمدون على تزوير الانتخابات و ديباجة دساتير غاية في الديكتاتورية بهدف الاستمرار في السلطة،مستهزئا بهم . وسار بان كي مون في هدا الباب يقطر الشمع على الرئيس الجزائري الذي ألزمه المرض الفراش والكرسي المتحرك بدل أن يلزمه كرسي رئاسة الجمهورية القيام بالمسؤولية المنوطة به،على أكمل وجه، وهو الذي بلغ من الكبر عتيا (78عاما)،ولازال مع دلك متشبثا بالحكم ضدا على إرادة الجزائريين حيث تم الضغط على الشعب للتصويت إيجابا لدستور يسمح للرئيس الشيخ بولاية رابعة في خرق سافر للقوانين و الأنظمة، ودلك على الرغم من معارضة شديدة تم إجهاضها من طرف أزلام النظام المتخصصون في القمع و المستفيدون من الوضع على حساب خيرات الجزائر و مصالحها وشدّت كلمة بان كي مون ضد نموذج بوتفليقة و النظام الجزائري اهتمام القادة الأفارقة والوفود الحاضرة أكثر من اهتمامهم بالمشاكل السياسية و الاجتماعية والأمنية التي انعقدت القمة الإفريقية من أجلها ، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل ودول جنوب الصحراء حيث الجماعات الإرهابية و حيث جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا، ثم وباء إيبولا و الأمن الغذائي و مشاكل التنمية و التغير المناخي. كلمة الأمين العام للأمم المتحدة لم تكن تعني بوتفليقة والقادة الجزائريين فقط و إنما قصدت كذلك رئيس زيمبابوي روبير موغابي، أقدم رئيس في إفريقيا الذي تشبث بحكم البلاد منذ 1987، و على الرغم من بلوغه سن التسعين سار على نهج بوتفليقة في تزوير الانتخابات الأخيرة وتعديل مؤسسات الدولة بالشكل الذي يضمن استمراره على الرغم من القوى المعارضة التي اعتبرت الانتخابات الأخيرة ل 2013 مهزلة إفريقية غير مسبوقة. بان كي مون و هو ينتقد انعدام الديمقراطية في البلدان الإفريقية لوصول قادتها إلى سدة السلطة ،قصد الرئيسين و النظامين الأكثر تحديا للديمقراطية و الأكثر جرأة على اضطهاد المواطنين في الجزائر و زيمبابوي و جعلهم مطية إلى السلطة عبر القمع و تزوير الانتخابات و الاستبداد و التجويع .بان كي مون وهو يتوجه إلى بوتفليقة و موغابي بهذا الشكل من الانتقاد يكون قد وضع الرجلين لوحدهما في سلة واحدة للبيض الفاسد الذي يجب التخلص منه فورا ،خوفا من قرف النّـتانة.