تعرض القاعات السينمائية المغربية قريبا فيلم "الوشاح الأحمر" ويسلط الضوء على حقبة من تاريخ العلاقة المغربية الجزائرية المعروفة بحرب الرمال.
وحرب الرمال صراع مسلح نشب بين المغرب والجزائر في 1963 بعد عام تقريبا من استقلال الجزائر وعدة شهور من المناوشات الحدودية.
واندلعت الحرب المفتوحة في ضواحي منطقة تندوف وحاسي بيضة، ثم انتشرت إلى فكيك المغربية.
وقامت الوحدة الإفريقية بإرساء اتفاقية لوقف نهائي لإطلاق النار في 1964.
والفيلم يعيد تشخيص الجريمة المرتكبة في حق المغاربة، وهي قصة واقعية ومعاناة حقيقية خطها القدر بحبر المأساة الجماعية وكان وراءها قرار سياسي مجحف في حق المغاربة.
وتسببت الحرب في نشوء توتر مزمن أصاب علاقات البلدين حتى بعد مجيئ رئيس جديد للجزائر في ذلك الوقت هو هواري بومدين الذي قاد انقلابا على نظام أحمد بن بلة عام 1965.
وازداد الوضع تعقيدا بعد تنظيم المغرب للمسيرة الخضراء عام 1975.
وبعد خطاب الملك المغربي الراحل الحسن الثاني الداعي لتنظيم المسيرة الخضراء، نظمت الجزائر مسيرة مماثلة لها أطلقت عليها اسم "المسيرة الكحلة (السوداء) نتج عنها مأساة ضاربة عرض الحائط عمق الزمان الذي جمع الجارتين المغرب والجزائر، وكثير من العادات والأصول المشتركة.
ويدقق الفيلم في حياة عدد من الأسر تم تمزيقها بين الحدود الفاصلة بين المغرب والجزائر، مقتربا من أبسط وأعمق التفاصيل اليومية والمعاشية، كما يحاول دون الوقوع في المباشرة إستبيان مدى الضرر الذي لحق بهم من تهجير وحرمانهم من اسرهم وافتكاك اموالهم وممتلكاتهم.
وكان المخرج السينمائي محمد اليونسي وضع اللمسات الأخيرة على شريطه الطويل الثالث "الوشاح الأحمر"، الذي صورت أحداثه بكل من مدن وجدة، جرادة وتازة.
ويتطرق الفيلم الروائي حسب تصريح مخرجه لموضوع غير مسبوق في السينما المغربية، ويتعلق الأمر بمأساة المغاربة المرحلين من الجزائر.
ويدور سيناريو الشريط، حول مأساة زوجين (لويزا من الجزائر ولحبيب من المغرب) فرقتهما الآلة العسكرية بالجزائر وعاشا بعيدين عن بعضهما.
وتبدأ الحكاية من حالة "لحبيب"، الذي ينتظر مولودا جديدا، وهو عائد من السوق، بعد أن اقتنى بعض الحاجيات بطلب من الممرضة، التي تشرف على علاج زوجته في المستشفى. وبينما هو في الطريق للمستشفى فرحا بالحاجيات التي اقتناها للمولود الجديد، يوقفه أحد العساكر في مفترق الطرق، يستفسره عن هويته، فيكتشف أنه مغربي الجنسية، فيلقي عليه القبض ويضعه في شاحنة عسكرية ثم يتم طرده عبر الحدود البرية. وهنا تبدأ معاناة زوجين كان يجمعهما الحب وفرقت بينهما السياسة.
و"الوشاح الأحمر" لا يستحضر الحرب بشكل مباشر، إلا أنه ينبض بتداعياتها السياسية والاجتماعية، من خلال تأثيرها على الطرفين.
ويحاول المخرج المغربي من خلال فيلمه تسليط الضوء على المعاناة التي تسلطها الحروب.
و"الوشاح الأحمر" سيشارك في الدورة السادسة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم، الذي يقام في مدينة طنجة.
بن موسى الجزائر تايمز.