بدأت دوائر العزلة تتعاظم حول زكرياء المومني، ولم يعد له ما يدعيه، سوى محاولة التملص من مأذونيتي النقل اللتان حصل عليهما، واحدة باسمه وأخرى باسم والده، وأن يزعم أنه زاهد في عائداتهما المالية، رغم أنه كان سيرضى بمجرد وظيفة صغيرة، في إحدى المراتب الدنيا في سلالم الوظيفة العمومية، لكن افتقاره إلى مؤهلات علمية، لم يتح له ذلك، فظل يلوّح بلقب عالمي مزعوم، أصدرت جامعة ملكية مغربية تعنى برياضات فنون الحرب، بلاغا تصحح فيه افتراءاته، وتؤكد أن زكرياء المومني، ليس بطل، بل مجرد ملاكم فاز بميدالية ذهبية في إحدى البطولات في فئة الشبان...
لقد أحس مومني بهذه العزلة التي تشد بخناقه، فأنكر علاقاته بالمخابرات الجزائرية واللوبيات الفرنسية ومولاي هشام، بالرغم من أن لا أحد طلب منه ذلك، وأقسم بأغلظ الأيمان أنه برئ من كل ما يسمونه به، وهو إنكار لا يفيد في شيء مادام هذا النصاب، قد وضع يده في أيادي أعداء هذا الوطن من أجل تشويه صورته.
هذه العزلة جعلت زكرياء المومني يقع في عدة تناقضات منها أنه لم يكن راغبا في المأذونيتين، ولكنه في نفس الوقت كان يلح على ضرورة الحصول على وظيفة وراتب شهري وهو في عمر 19 سنة.
زكرياء المومني، يدعي ـ اليوم ـ حب هذا الوطن وغيرته عليه، لكنه لم يتردد في توجيه الطعنات إليه كلما أمره أسياده بذلك، في محاولة يائسة للتشويش على الخطوات التي قطعها المغرب في مجال حقوق الإنسان، والصدى الطيب والإيجابي، لمبادراته، وقراره السيادي بتولية وجهه شطر القارة السمراء، التي لم تعد بحاجة إلى الصداقات إنما إلى الشركات.
لقد عض زكرياء المومني الأيادي البيضاء، التي اجتهدت كي تساعده، وبذلك ينطبق عليه قول الشاعر:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته + وإذا أنت أكرمت اللئيم تمردا
إن المغرب لا يتسول الحصانة لأحد، ولن يطرق باب فرنسا من أجل أن تخول لمسؤوليه "الحماية" مادام المغرب نفسه لا يوفر الحصانة لأحد، ويربط المسؤولية بالمحاسبة، ولا أحد بمنأى عن المساءلة بغض النظر عن منصبه أو نياشينه، لكنه يرفض أن يخضع للابتزاز الرخيص والمساومة باسم حقوق الإنسان.
إن من يبحث في سجل الجامعة الدولية للكيك بوكسينغ، ومن يقلب في أرشيف المومني لن يعثر إلا على بضع صور صفراء، وبعض الشواهد لعروض شارك فيها في المصارعة الاستعراضية بفرنسا، وهو ما يدفع إلى التساؤل عن الأسباب التي تجعل سيرته خالية من أحزمة أو شواهد تؤرخ لإنجازاته؟ ولماذا لم يفز هذا "البطل" في كل مساره سوى بميدالية ذهبية يتيمة؟
من الصعب جدا فهم لماذا عوض أن يواصل زكرياء المومني مشواره و مساره الرياضي وهو في 19 من العمر رمى بالقفاز، وشرع في المطالبة بالتوظيف في أسلاك الوظيفة العمومية، بشكل مباشر و بدون مباراة.
لقد أعطى الملك محمد السادس تعليماته للبحث في إمكانية استفادة الرجل في إطار القانون وعندما لم يتأتى ذلك بحث له عن حل إستثنائي بديل، لكن الجشع يبقى جشعا، فكلما حل الملك بفرنسا يذهب زكرياء المومني لطلب مقابلة الملك و التحرش بالكاتب الخاص محمد منير الماجيدي.
في خضم محاولات فرض نفسه يقول المومني أن الماجيدي هدده قبل 2010 بالقتل، فلماذا سكت أكثر من خمس سنوات ليتقدم بشكاية ضده في فبراير 2014؟
لقد جاء زكرياء المومني جاء إلى الرباط و عبر عن رغبته في الحصول على مساعدة باعتباره بطلا سابقا في رياضة غير معترف بها، و أنه متزوج و يود أن يحمل العلم المغربي، و أن رخصة النقل لا تكفيه، فإما أن يتم توظيفه بشكل مباشر أو يعطى عطاء يغنيه عن السؤال، الرجل بعدما تسلم هبة نقدية كبر جشعه و طلب في رسالة مكتوبة أن يعطيه المغرب من المال العام 5 ملايير سنتيم لكي يشتري بها قاعة رياضية في باريس و يجهزها كمشروع خاص يمكنه من مدخول قار يعيش به و أشياء أخرى.