عزيز الدادسي
بعض الأحداث تتحول إلى قاعدة عامة. من كثرة ما تحدث زكريا المومني، "البوكسور" السابق، في وسائل الإعلام المأجورة و"الفايسبوك"، أصبحت هناك قاعدة ثابتة وهي أنه لما يتكلم المومني لابد من البحث عن حجم الأموال التي دخلت حساباته من تحويلات متعددة، مصدرها المخابرات الجزائرية وزعيم "ثورة الكمون"، حتى لو ادعى أنه ينطلق من قناعات. فمتى كانت للنصاب قناعات؟
وفق هذه القاعدة يمكن قراءة ما كتبه أخيرا على صفحته على "الفايسبوك"، متحدثا عن رسالة رفضت سفارة المغرب بباريس تسلمها.
ويختتم المومني رسالته متوجها إلى منير الماجيدي، الكاتب الخاص لجلالة الملك، قائلا "أنت في مواجهة مغربي حقيقي، فخور بحب بلده، والذي رفع رايته بين الأمم، والذي لا يمد يده ولا ينحني أمام أي شخص".
المغربي الحقيقي لا يتخلى عن جنسيته مهما كانت الظروف. لكن زكريا المومني نسي أنه سبق أن نشر رسالة عبر جريدة "لوفيغارو" بموجبها يتخلى عن جنسيته المغربية. ويُحسب للمومني أنه شجاع في أن يكشف عن عورته ليس مثل البعض. فهو لما يئس من الحصول على مزيد من الامتيازات لجأ إلى أسلوب الابتزاز الرخيص. وكي "يكملها ويجملها" قال إنه ليس في حاجة إلى الجنسية المغربية وأنه أصبح فرنسيا. من مات من شياطين الخيانة خفف على ملائكة الوطن.
الجنسية المغربية ليست سلعة معروضة للبيع ولا يمكن أن يلبسها من لا يستحقها. فالمومني يتحدث عن الجنسية وكأن هناك من يرغب في بقائه مغربيا. لا أبدا المغاربة لا يقبلون الخونة مهما كان موقعهم الاجتماعي. بل لا يستحقون حتى الدفن في مقابر المغاربة. لأن الجنسية المغربية دافع عنها المغاربة بالغالي والنفيس، واسترخصوا من أجلها الأرواح والدماء.
وقال المومني إنه لا يمد يده ولا ينحني لأحد. وهذا أيضا ليس صحيحا، فالمومني يمد يده ويبيع كل شيء بما في ذلك عرضه مقابل الأموال، ولم تعد علاقته بخصوم المغرب سرية، بل أصبحت على العلن، وعشاءاته مع زعيم ثورة الكمون حديث باريس كلها، وعلاقاته بالمخابرات الجزائرية ودعمه للبوليساريو لم يعد يخفيها.
وفي الرسالة ذاتها عاد زكريا المومني لتكرار الحديث عن تعرضه للتعذيب، وهو الزعم الذي فندته الوقائع، بل سقط عن طريق تناقضاته، بما يعني أن دولة بكاملها ليس لها من اهتمام سوى "بوكسور" زور الحقائق وادعى أنه حصل على لقب عالمي، وهو لم يحصل سوى على لقب تمنحه جمعية من بين 33 جمعية عالمية وفي السنة نفسها فاز بجائزة مماثلة "بوكسور" روسي.
وإذا كانت العاهرات يستحيين من إتيان بعض الأفعال أمام العموم فإن زكريا المومني ليس لديه وجه "يحشم عليه" فادعى أن امحند العنصر، وزير الداخلية السابق، اتصل به وقال له إنه لا يمكن محاسبة الأشخاص الذين عذبوك. هذا الأمر مضحك لأنه لا يمكن ان يحدث لأن المومني أجرم في حق مواطنين وقضى جزءا من العقوبة وتم العفو عليه فيما تبقى منها. وعاد ليقول إنه استدعاه كي يقابل الملك واستضافه في فندق رباطي وتم تصويره حميميا قصد ابتزازه.