بعد انهيار أسعار النفط أعلن حكام الجزائر – بلا خجل ولا وجل – أنهم سيخفضون من المبالغ المالية التي كانوا يعطونها لكثير من الدول تحت اسم " المساعدات الجزائرية " ومن الدول المستفيدة التي أعلن عنها حكام الجزائر : بنين وبوركينا فاسو والكونغو، وإثيوبيا، وغينيا، وغينيا بيساو، وموريتانيا، ومالي، وموزمبيق، والنيجر، وساو تومي وبرانسيبي، والسنغال، وسيشل وتنزانيا ، هذه هي الدول التي أعلن عنها حكام الجزائر أي قد يكون عدد الدول المستفيدة من أكثر مما ذكروه ، فأموال الشعب الجزائري سائبة تُهْذَرُ في كثير من المجالات لا علاقة لها بالشعب الجزائري ومعيشه اليومي نذكر من هذه المجالات :
* الدعم المالي والاقتصادي المباشر للدول الأجنبية المتمثل في الهبات العينية السخية الضخمة بملايير الدولارات .
* الدعم العسكري للدول الأجنبية بتمويل التداريب العسكرية في الجزائر وخارج الجزائر .
* تمويل صفقات الأسلحة للدول الأجنبية بالملايير لتجديد الأسلحة والعتاد العسكري المتطور لكل الدول التي تساند مواقف حكام الجزائر داخليا وخارجيا .
* تمويل جميع المنظمات والهيئات غير الحكومية في العالم التي ترفع تقارير مفبركة حول استقرار الوضع السياسي في الجزائر وسعادة شعبها ، وذلك بتدبيج تقارير تقلبُ كل الحقائق عن حالة الشعب الجزائري المغبون في حقوقه لدرجة أن هذه التقارير قد صنفت الشعب الجزائري بأنه من أسعد شعوب العالم حتى ولو أن نسبة الفقر فيه قد استفحلت !!!
* شراء ذمم كثير من الرؤساء الأفارقة وغير الأفارقة برشاوي مباشرة لا تدخل في إطار " المساعدات الجزائرية " بل يتسلمها الرئيس شخصيا أو بعض وزرائه مقابل موقف في الاتحاد الإفريقي مثلا أو الأمم المتحدة أو أي منظمة إقليمية ، وغالبا ما تكون تلك الرشاوي آنية كلما جد جديد يهدد حكام الجزائر أو يفضح سلوكهم ، بحيث نجد وزراء الخارجية لدولة الجزائر دائما يحملون معهم في حقائبهم الدبلوماسية ملايين الدولارات نقدا من أجل النفقات الطارئة التي تدخل في باب المصاريف الطارئة والمفاجئة لتتبع الطوارئ التي قد تزعزع صورة حكام الجزائر في الخارج رغم أن روائح فسادهم تزكم الأنوف من على بعد آلاف الأميال .
* لا يجب أن ننسى ما يعطيه حكام الجزائر من نفط وغاز مجانا لكثير من الدول يعلم الله عددها ويعلم الله مقدار ذلك بالدولار ، فالشعب الجزائري لا سيادة له على خيراته ولا يعرف كيف ولا أين تصرف ..
حكام الجزائر ينفذون مخططات الاستعمار الفرنسي :
إن سياسة حكام الجزائر الداخلية تسير وفق ما خططه المستعمر الفرنسي للشعب الجزائري وللدول الإفريقية التي كانت ترزح تحت الاستعمار الفرنسي من خلال حفدة فرنسا الحاكمين في الجزائر ، كيف ذلك ؟
سبق أن تحدثنا عن تدمير الجزائر على يد حكامها وتنفيذ مخطط مُحْكَمٍ لانهيار الجزائر شعبا ودولة وذلك في مقالين الأول بعنوان " حكام الجزائر لا يخطئون أبدا " والثاني بعنوان " هل الجزائر مقبلة على عشرية سوداء أخرى ؟ " المنشورين في هذا الموقع الموقر ، وهما مقالان تحليليان يكمل أحدهما الآخر ويسيران في اتجاه الإيمان الراسخ بأن حكام الجزائر هم أعداء للشعب الجزائري ساقوه نحو التخلف رغم الثروة الهائلة التي تمتلكها الدولة ولا سيادة للشعب الجزائري عليها ... هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد ضربت فرنسا عصفورين بحجر واحد : الأول تدمير الجزائر على يد حكامها من أبناء الحركي الخونة وذلك بمخططات التخلف المزمنة وبفرقعات إعلامية لتخدير الشعب ، والثاني دفع الجزائر إلى تبديد ثروة الشعب الجزائري وضياعها هباء منثورا باعتماد سياسة توزيع الأموال على عدد كبير من الدول الإفريقية وغير الإفريقية تحت شعار " المساعدات الجزائرية " الإحسانية ، لأن سياسة فرنسا نحو إفريقيا ترتكز على استدامة التخلف في هذه القارة حتى تبقى تحت رحمتها لاستنزاف ثرواتها ، وتعمل الدولة الفرنسية مع عملائها من حكام الجزائر على تجنب كل تغيير في شكل هذه العلاقة وجوهرها المتمثلة في الإحسان والصدقة فقط لا غير ، في الوقت الذي بدأت فيه بعض الشعوب الإفريقية تطالب بالعلاقات التشاركية فيما يسمى علاقة ( رابح رابح ) التي تفرض الندية في المعاملة لا سياسة الإحسان والصدقة التي تؤبد التخلف والتي هي الاستراتيجية التي يعتمدها حكام الجزائر بأمر السيدة " فرنسا " وبذلك تتناغم سياسة فرنسا في إفريقيا مع استراتيجية حكام الجزائر في الجزائر وفي عموم إفريقيا ، وويل لمن يفكر في خير الجزائر وشعبها وشعوب إفريقيا لأنه سيواجه الحرب والعداوة بتخطيط فرنسي وبأموال جزائرية ....
عود على بدء :
لا تنمية ولا هم يحزنون في إفريقيا فالأموال الجزائرية تهرق في مجاري كثير من الدول الإفريقية وغير الإفريقية فقط من أجل حرمان الشعب الجزائري منها ومن أجل اكتساب فرقعات إعلامية تخدم مصلحة حكام الجزائر في الداخل ، ومن أجل تنفيذ مخططات تآمرية لتدمير كل من يسعى في سبيل وعي سياسي أو نهضة اقتصادية واجتماعية على أساس الاحترام المتبادل بين الشعوب ... وأخيرا محاربة كل من يسعى للوحدة بين الشعوب بل بالعكس تشجيع كل من يسعى للتفرقة بين فئات الشعب الواحد ، والتفرقة بين الشعوب التي تجمعها أواصر الدم والدين واللغة ...
سمير كرم : الجزائر تايمز