بوحدو التودغي
استضاف برنامج "ساعة مغاربية"، الذي ناقش موضوع ما أسماه طلب المغرب حصانة لمسؤوليه قبل إعادة العلاقة مع فرنسا كما كانت، استدعى له أطرافا لا يجمع بينها رابط، باحث مغربي يتحدث عن العلاقات البينية بين الدولة الفرنسية والدولة المغربية والعلاقة التي أساءت إليها الحكومة الفرنسية، وإلى جانبه "البوكسور" السابق و"البوكسور" في الكلام حاليا زكريا المومني، الذي لم يناقش الموضوع وإنما جاء ليعرض أكاذيبه المشهورة.
ومن دلائل الانحطاط الإعلامي والأخلاقي هو أن يستضيف برنامج يناقش التوجهات الإستراتيجية لبلدين، شخصا لا علاقة له بالموضوع، فحتى لو صدقنا أن ما يقوله زكريا المومني صحيح، فمكانه في برنامج يناقش قضايا الناس ومشاكلهم، وليس برنامج يناقش قضايا دولتين، يعني كما يقول المثل المغربي "آش يعرف لحمار لسكين جبير".
فالموضوع أكبر بكثير من طلب حصانة، الغير مطروحة أساسا، المغرب طالب بإعادة تحيين اتفاقيات التعاون القضائي ومراجعتها، بعد الخطأ الذي ارتكبته الحكومة الفرنسية، عن طريق إرسال سبعة رجال شرطة إلى إقامة السفير المغربي بباريس قصد استدعاء مسؤول أمني كبير.
فالمغرب لم يطلب المستحيل، وليس له مشكلة مع توجيه الاستدعاء، لكن ليس بناء على شكاية كيدية، وأن يكون ذلك عن طريق الطرق الدبلوماسية المعروفة في العلاقات الدولية، وليس عن طريق الاستصغار الذي مارسته حكومة هولاند ومست بذلك مصالح الدولة الفرنسية الثابتة.
ومن حسنات البرنامج، رغم انحطاطه الأخلاقي، أنه أظهر حقيقة البوكسور الانتهازي، الذي لا يعرف كيف يكذب، بل ويتطاول على العلاقات الدولية، ويزعم أن الدولة الفرنسية لن تمنح الحصانة لمجرمي الحرب يقصد مسؤولين مغاربة وأمنيين. أمر مضحك أن يتحدث هذا التافه عن قضيته على أنها جريمة حرب. يعني العالم نائم على أذنيه، ومحكمة العدل الدولية المتخصصة في جرائم الحرب لا علم لها بذلك والوحيد الذي يعرف الموضوع هو زكريا المومني "البوكسور" السابق.
ومن غرائب البرنامج التحفة هو أن الموضوع يتعلق بطلب المغرب حصانة لمسؤوليه، لكن تمت استضافة شخص ليتحدث عن نفسه، وكأن المغرب ليس فيه سوى هذا الشخص، الذي ما زال يدعي أنه بطل عالمي، في حين أن هذا انتحال صفة، لأنه حاز بطولة نظمتها إحدى الفيدراليات من بين 33 فيدرالية وفاز في نفس السنة أبطال آخرون فأين هي البطولة العالمية؟
حاول المومني أن يستغل البرنامج بشكل بشع، وساعده في ذلك مسير البرنامج، لكن فضحته عيناه كما يقال، وظهر ذاك الشخص الانتهازي، الذي لا علاقة له بحقوق الإنسان والدفاع عنها، ولكن طماع كبير يريد مزيدا من الريع.
ومن العيب أن تستضيف شخصا معروفا بأنه تافه ويكرر نفس الكلمة، لقد استغل حصته وحصة الضيف الآخر في تكرار نفس الجملة، التي أكدت الوقائع أنها غير صحيحة.
من خلال ما سبق يتأكد أن لدى الإعلام الفرنسي نية مبيتة للإساءة للمغرب، وذلك من خلال استدعاء نصاب معروف، ومحكوم في قضايا نصب، بل مارس التضليل حتى حول صفة بطل عالمي، ولم يكن مطلوبا من هذه القناة أكثر من ذلك وهي المعروفة بانحيازها للنظام العسكري الجزائري وللمخابرات الجزائرية، التي تُغدق على الإعلاميين الكثير من الأموال من عائدات النفط والغاز.
وفي الوقت الذي كان مطلوبا فيه من زكريا المومني، الذي لا نعرف له تخصصا من قريب أو من بعيد مع مجال العلاقات الدولية، أن يعبر عن رأيه في عودة العلاقات الأمنية بين المغرب وفرنسا، ظهر ككركوز يردد على مسامع المشاهدين ما يمليه زعيم "ثورة الكامون".