بدأت غيوم الالتباس المفتعل تنقشع عن ملفين أسالا الكثير من المداد، وشكك فيهما البعض إلى حد اقتناع "أمنستي أنترناسيول" المصطنع بتبني أحد الملفين، واعتبار الضالع فيه ( علي عراس) مجرد حمل وديع: "لا يهش ولا ينش"، بالرغم من أن التحريات أثبتت أنه اشترى السلاح لتزويد خلية عبدالقادر بليرج به، بعد تفكيك خلية إرهابية ببلجيكا.
في مستهل سنة 2008 فكك المغرب خلية بليرج، التي كانت تخطط للقيام بأعمال إرهابية بالمغرب، بعدما ضلع عقلها المدبر في جرائم أخرى، قبل ذلك، ببلجيكا.
وبعد ذلك بسنوات سلمت السلطات الإسبانية علي عراس للمغرب، حيث كان يقضي عقوبة حبسية لضلوعه في الإرهاب.
وبالرغم من أن محاكمة الرجلين تمت وفق مقتضيات القانون، وأدانتهما المحكمة بناء على ما توفر لديها من شهادات الشهود، ومحجوزات، وأدلة وحجج، فإن بعض الذين يكترون "أحناكهم" للدفاع عن حقوق الإنسان، لم يتركوا بابا إلا طرقوه، محاولين تبرئة بليرج وعراس من دم يوسف، علما أن ثيابهما كانت ملطخة به، ولا يبصرها إلا أعمى.
ما يجمع بين الرجلين أنهما معا يحملان الجنسية البلجيكية، وترعرعا فوق أرض بلجيكا، وشربا من ينابيع التطرف الكثير والكثير هناك، قبل أن يقررا التخطيط للقيام بأعمال إرهابية بالمغرب.
ولا شك أنه التطرف نفسه، الذي تتغذى منه الخلايا الإرهابية التي بدأت تستفيق هناك، والتي جعلت الأجهزة الأمنية تتحرك قبل أن تقع كارثة شبيهة بما وقع في باريس قبل 10 أيام، خاصة بعد أن تبين أن مصدر السلاح الذي استعمله المهاجمون هو بلجيكا.
ولا شك أن صلات قوية تربط بين بليرج وعراس وذريتهم بأرض الوالونيين والفلامنيين، لأن التطرف "ملة واحدة".
ولا شك أيضا أن الحكومة البلجيكية ستكون مضطرة إلى تغيير تقديرها للتعامل مع التطرف والمتطرفين حتى ولو كانوا حاملين لجنسيتها، لأن الخطر أصبح جاثما على صدرها، ويهددها في عقر دارها، بعد أن فشل بلعيرج وعراس، بعد أن غادراها في تنفيذ مخططهم الإرهابي بالمغرب.