من حق أي كان أن يتبنى الدين الذي يريد، أو أن يكون لا دينيا أو ملحدا، لكن عليه أن يتبنى المبادئ كاملة، وأن يكون نقاشه للدين نقاشا فلسفيا وليس ادعاءات ومزاعم تسيء إلى الآخرين الذين يتبنون الدين، وكثير من الكتاب والصحفيين سعوا إلى الشهرة عن طريق سب الأديان الأخرى. قد يكون رسامو "شارلي إيبدو" مظلومين، وهم يسخرون من عقائد المسلمين، وكان على السلطات الفرنسية أن تحذرهم من تبعات هذا الفعل، لأن المسلمين من أهل الاعتدال لن يبالوا بمن يسب الدين أو النبي، فللبيت رب يحميه كما قال عبد المطلب جد الرسول عليه السلام، ولكن لأن من بينهم أقلية مجنونة وحمقاء تنفذ قوانينها الخاصة وتتاجر بالدين. ليس تبريرا لما فعله كتاب ورسامو "شارلي إيبدو"، ولكن تفسيرا لما قد يكون هو الحقيقة، وهو أن الذي لم يدرس التراث الإسلامي ولا يعرف معاني الرحمة في الإسلام، واحتك بالجماعات الإسلامية عموما والتكفيرية خصوصا فإنه سيعتبر أن الإسلام عنصر إرهابي، إذا ما ترسخت لديه فكرة أن هؤلاء يمثلون الإسلام. لكن ما عذر أحمد رضا بنشمسي، الذي ترعرع وسط المسلمين ويفهم معنى الانفتاح الذي يتميز به المسلمون، كما يوجد من بينهم متشددون وهم موجودون في كافة الديانات وحتى الإيديولوجيات، ما عذره عندما يقول في تصريح لـ"فرانس أنترناسيونال" "إنه عندما يسمع أحدا يتحدث عن أن الإرهاب هو نتيجة للتفسير الخاطئ للإسلام يصاب بحالة قيء لأن الإسلام هو الإرهاب بعينه"، نعرف أن بنشمسي يتقيأ كثيرا لأنه يكثر من الخمرة وليس لشيء آخر. ليس بنشمسي في الموقع الذي يسمح له بانتقاد الأديان لأنه لا خبرة له بالموضوع، وإذا تركنا الحبل على الغارب فإنه لن يبقى هناك منطق يحكم التخصصات. من حق بنشمسي أن يكون على الدين الذي يريد أو أن يكون ملحدا ولا دينيا ومن حقه أن يفطر رمضان، لكن ليس مطلوبا منه أن يحترم عقائد الآخرين، ولكن عليه أن يحمي نفسه من المجانين باسم الدين.