ما صرح به أحمد بنشمسي، مدير مجلة "تيل كيل" سابقا، الذي اختار الاستقرار بالولايات المتحدة، على "راديو فرنسا الدولي"، لا يثير الشفقة فقط إزاء شخص لم يرضع من ثدي أمه المعاني السامية للإسلام، وإنما يثير الغثيان لدى كل إنسان.
بنشمسي، المساند الرسمي لحركة "كيف كيف" للمثليين جنسيا، و حركة "مالي" للدفاع عن الشذوذ والإفطار العلني في رمضان، لم يجد من تفسير يقدمه للهجوم على مقر صحيفة "شارلي إيبدو" سوى القول إن الذين يدعون أن مصدر الإرهاب هو الفهم الخاطئ للإسلام، يثيرون لديه القيء، لأن الإسلام، في تقديره، هو المشكل.
وينم هذا الكلام عن محدودية في التفكير، وضيق في الرؤية، ومحاولة للتميز البئيس، لأن الإسلام لم يكن في يوم من الأيام، وطيلة 14 قرنا مشكلا عند الأمم والشعوب التي اعتنقته وآمنت برسالته، لأنه دين يحمل مشروعا مجتمعيا متكاملا، ولقد اغترف من معينه الغرب نفسه، وإنما المشكل في الجهل الذي أصاب عقول بعض من الناس، فلم يجدوا في الإسلام إلا ما يبيحون به سفك الدماء، وقتل الأبرياء، في حين أن الشريعة السمحاء بريئة منهم.
ولا يجوز لسي بنشمسي أن يحكم على رسالة سماوية بجرة قلم أو أن يختصر فعلا همجيا في دين، ويتطاول أكثر من اللازم، ويضع المشكل في قلب الإسلام، بيد أن المشكل هو في قلبه الذي لم يفهم هذا الدين ولم يستوعب تعاليمه، وهو ما جعله يحكم من خلال ما وقر نفسه الآمارة بالسوء من مواقف جاهزة لا تزيد إلا في نار الفتنة وتحض على القتل.
إن الذين اقترفوا مجزرة "شارلي إيبدو"، من الأكيد جيدا، أنهم لم يتشبعوا بتعاليم الدين الإسلامي، وإنما اغترفوا من منابع التطرف الذي يغذيه الجهل المركب بالإسلام وتعاليمه، وهي نفس المنابع التي يستقي منها أحمد بنشمسي أفكاره، وهو ما جعل مرتكبي العمل الإرهابي يقترفون جريمة بدافع الدين، ودفع بنشمسي إلى محاولة إلصاق التهمة بالإسلام نفسه، وكلاهما مجانب للصواب وبعيد عن الحقيقة.