بوحدودو التودغي.
عندما يعطس زكريا المومني، "البوكسور" السابق، في باريس يقول له حسين مجدوبي من مدريد يرحمك الله. فكتب في موقعه "ألف بوست"، أو وكالة مولاي هشام للأنباء، تحت "مومني ينشر شريط به تسجيلات مع مسؤولين مغاربة منهم لعنصر ومدير البروتوكول الملكي حول ملف تعذيبه"، وزعم المومني في الفيديو المذكور أنه يتوفر على تسجيلات، تبقى كلها محط أسئلة كبيرة، في زمن الاختراعات التقنية الكبيرة، بما يعني أن أي شخص ممكن يخترع ما يريد وبسرعة ممكنة لكن دون مصداقية.
وحسب مجدوبي فإن المومني في هذا الشريط يسرد بدقة وتفاصيل كل ما وقع له منذ الفوز باللقب العالمي إلى لقائه بالملك محمد السادس، حيث طلب منه منصبا في وزارة الرياضة بموجب مرسوم يمنح لكل بطل عالمي منصب مستشار في وزارة الرياضة.
ويحكي كيف تحولت قضيته إلى مأساة حقيقية بعد تلفيق تهم النصب له وإخضاعه لتعذيب مرير في مقر المخابرات المدنية على حد زعمه، كما يؤكد في الشريط. وينتقل لاحقا إلى حلقات أخرى إلى حدود الإفراج عنه بعفو ملكي.
ويقدم أدلة ملموسة، تسجيلات صوتية لوزير الداخلية السابق امحند العنصر حول الوساطة، وكيف تطور الأمر إلى تزوير أشرطة فيديو في فندق في العاصمة الرباط تمس حياته الشخصية.
زكريا المومني يريد أن يحول قضيته إل قضية سياسية، أي أن المواطن المغربي و"البوكسور" السابق هو هم الدولة الوحيد لتقوم بتعذيبه، لكن ولا مرة واحدة يقول إنه كان محط شكوى من مواطنين نصب عليهم في مبالغ مالية وأوهمهم أنه سيحقق لهم حلم الهجرة إلى الضفة الأخرى بواسطة عقود عمل، لكن تبين أنه مجرد نصاب لا أقل ولا أكثر.
فالبطل العالمي أراد أن تجازيه الدولة على نيله بطولة العالم، لكن بطريقته، فالرجل حصل على مأذونيتي نقل وهذا كاف جدا، لكنه حصل معها على مبالغ مالية ومكافآت، ويقول هل من مزيد؟، وكل هدفه هو أن يحصل على مبلغ مالي ضخم قصد تجهيز قاعة الرياضات التي أنشأها بفرنسا ويريد أن تمولها له الدولة.
فالشريط الذي يدعي المجدوبي أنه متوفر شاهده كثير من الناس، لكن هل يستطيع أن يؤكد مدى صدقيته وأنه غير مفبرك؟، طبعا لا لأن وسائل التقنيات تطورت إلى حدود قصوى.
وما أسماه مجدوبي تحولات في تحركات المومني، هو مجرد وهم، فالمومني أراد ابتزاز الدولة فلم يفلح، واتجه عندها لدى كل أعداء المغرب بمن فيهم "البوليساريو" لتحقيق مراده، ولم يزدد منسوب كلامه إلا بعد أن التقى زعيم "ثورة الكمون".