لم تعد أفكار جماعة العدل والإحسان، تدغدغ مشاعر الناس، بعد أن أبانت الأيام أنها (الأفكار) مجرد أضغاث أحلام تغرف من ينابيع الخيال.
وبعد وفاة الشيخ عبدالسلام ياسين، لم يعد "المنهاج النبوي" في بعده الديني الخالص هو مرشد الجماعة بل أصبحت المصالح والمطامح والأهواء الشخصية لفتح الله أرسلان، الحاكم الحقيقي، والقابض على ثلابيبها، هي التي تتحكم في التنظيم.
وفي الذكرى الثانية لرحيل عبدالسلام ياسين، بدأ يتضح أن ليس الجماعة ما تقدمه، وأن مبادئها اضمحلت، ولا تستطيع الصمود أمام التطورات والتغيرات التي يعيشها المجتمع، وأن لا أحد من القوى الحية الديمقراطية في هذه البلاد سيتفاعل معها، لسبب بسيط هو أنها اختارت أن تعيش خارج روح المجتمع، وعلى هامش التاريخ.
لذلك أدعو الزميل علي أنوزلا أن يتحرر من تأثير تربية وفكر ومنهج عبدالسلام ياسين، لأن الرهان على هذه "القوة الفارغة" رهان خاسر.
الشيخ عبدالسلام ياسين، قضى حياته ينتظر تحقيق رؤية "القومة" تتحقق، وضرب لها موعدا 2006، لكنها لم تتحقق.
والشيخ عبدالسلام ياسين، لا تنبني كتاباته على العقل بل على النقل، وتحكمت فيه نزعة ماضوية تمتح من ينابيع التصوف.
وكتابات الشيخ عبد السلام ياسين، ليست تنظيرا سياسيا أو حاملة لمشروع مجتمعي، بل هي وعظ وإرشاد في مجال العبادات، والمنهاج الذي رسمه هو تربية دينية صرفة، لكن أصحابه نفخوا فيه من طموحاتهم السياسية، لأنهم يريدون أن يصبحوا زعامات تسعى إلى فرض رؤاها وخياراتها.
لقد كانت جنازة الرجل أكبر تكريم له، هذا صحيح، لكنها في نفس الوقت كانت بمثابة إعلان وفاة جماعته التي تعرضت إلى اهتزازات متتالية منها بروز حركة أشبال العدل والإحسان لنصرة الصحبة، التي تنتقد بشدة خروج الدائرة السياسية ومجلس الإرشاد عن "المنهاج" الذي رسمه الشيخ الراحل، من دون إغفال الاستقالات التي عاشها القطاع النسائي في العديد من المدن، وتراجع نادية ياسين ابنة الشيخ إلى الظل، بالإضافة إلى الفضائح التي تورط فيها العديد من نقباء أسر الجماعة في العديد من المدن على امتداد التراب الوطني.