قامت الولايات المتحدة الأمريكية باعتقال أكثر من 800 ضمن 20 ألف شخص خرجوا للشوارع للمطالبة بمحاربة الفساد، وتقليص الهوة بين الفقراء والأغنياء وواجهت الشرطة الأمريكية هذه المظاهرات بعنف يوازي ما يجري حاليا في بعض الدول العربية التي تنتقد أمريكا طريقة تدخلها لمواجهة المتظاهرين، في وقت يلتزم فيه العالم الصمت اتجاه هذا التعذيب الممنهج الذي مارسته أمريكا ضد شعبها. ولم نسمع أي بيان تنديد لا من قريب ولا من بعيد من طرف جمعيات حقوق الإنسان وأبواق القنوات الفضائية العربية المتحكم فيها عن بعد والموجهة إلى وجهة واحدة ولا تلتفت نحو ما يجري في دولة مثل أمريكا التي تدعي حماية الديمقراطية في العالم في حين أنها أول من يخرقها مبادئها العامة. ولقد اجتاحت تظاهرات حاشدة الاربعاء شوارع مانهاتن في مدينة نيويورك تحت شعار "يوم الغضب"، وذلك احتجاجا على الفساد والنظام المالي الذي لا يراعي إلا مصالح الأغنياء على حساب المواطنين العاديين. وتجمع مئات الأمريكيين بالقرب من شارع وول ستريت مقررين التظاهر والاعتصام ولكن الشرطة منعت وصولهم بقطع جميع الطرق والمنافذ المؤدية إلى وول ستريت والشوارع المتفرعة.ورفع المحتجون لافتات كتب عليها "الفساد، هذا يكفي" و"يكفي اقتطاعات في الميزانيات" و"نيويورك تقول لا لجشع وول ستريت". وأعرب المحتجون عن أملهم في تحويل شارع وول ستريت إلى "ميدان تحرير أمريكي" على غرار ميدان التحرير في القاهرة في ثورة 25 يناير الماضي وقالت قالت الشرطة في مدينة نيويورك الأمريكية إنها اعتقلت حوالي 800 شخص من أعضاء حركة "احتلال وول ستريت" على جسر بروكلين .وكان المعتقلون جزءا من مجموعة أكبر كانت تعبر الجسر من حي مانهاتن حيث تم كانوا يعتصمون منذ أسبوعين. وكان بعض المحتجين قد قطعوا الجسر ليواجهوا بحشد كبير من أفراد الشرطة ويعتقل معظمهم بتهمة إثارة الاضطراب.وأضافت الشرطة أن هؤلاء الأشخاص من حركة "احتلال وول ستريت" التي تقود الحركة الاحتجاجية منذ أسبوعين ضد حي المال "وول ستريت".وكان المحتجون قد اعتصموا منذ نحو أسبوعين في "متنزه زوكوتي"، وهي حديقة خاصة ليست بعيدة عن وول ستريت، وذلك احتجاجا على ما يسمونه جشع الشركات والسياسات الحكومية وعدم المساواة.وتقول الحركة الاحتجاجية إنها تدافع عن حقوق 99 في المائة من سكان الولايات المتحدة ضد الواحد في المائة من طبقة الأغنياء.