عزيز الدادسي
خلافا للأعراف الصحفية، التي تقتضي أن يبعث من يشعر بأنه متضرر بيان حقيقة للوسيلة الإعلامية التي تحدثت عنه، قام موقع مبتذل بكراء "حنكه" لمحمد الزهاري، رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، ليدبج مقالا تحت عنوان "الزهاري: الأجهزة الأمنية دست الحشيش في جيب ابني حتى لا اذهب إلى مراكش".
الزهاري أصبح خطيرا للغاية، وأصبح يشكل رعبا للدولة المغربية، وكان حضوره في مراكش سيربك المنتدى العالمي لحقوق الإنسان.
قالت العرب قديما عاش من عرف قدره. ونحن نقول عاش من عرف كيف جاء ليشتغل بوزارة العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني. ونحن نعرف قدره ونعرف قدر سعد العلمي السفير المغربي حاليا والوزير السابق في الوزارة المذكورة.
نسي الزهاري أن العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، هي منظمة موازية لحزب الاستقلال، الذي وقع زعيمه حميد شباط أخيرا بكوريا على وثيقة الانتماء للمنتدى الدولي للمحافظين الذي يضم حزب المحافظين البريطاني، ومع ذلك الزهاري يريد أن يظهر على أنه رجل ثوري، مهم يهدد الحكم في المغرب، ونظرا لأن المغرب ليس لديه أي شغل سوى الزهاري فقد وضع الحشيش في جيب ابنه كي يحرمه من الذهاب إلى مراكش.
لقد ذهب الزهاري إلى مراكش ووقف مع الواقفين ومع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومع الانفصاليين، ومر المنتدى كما تم التخطيط له وعكس ما ظن هؤلاء.
هل يمكن للزهاري أن ينفي أن ابنه اعتقل من داخل المقهى وبين أصابعه سيجارة مفتولة مملوءة بالحشيش؟ الوقائع كلها تؤكد ذلك والشهود ورواد المقهى.
إذا كان الزهاري يعرف أن بعض الأشخاص قد دسوا لابنه الحشيش في جيبه، قصد توريطه وكي ينشغل هو بالنضال "الثوري" بمراكش، فقد كان لزاما عليه وهو الرجل الحقوقي، الذي يعرف القانون جيدا، أن يقوم برفع شكاية في الموضوع للمصالح المعنية، وإلا سيصبح في حكم المتستر على جنحة، لأنه يعرف من دس الحشيش في جيب ابنه ولا يريد أن يقاضيه.
الحقيقة واضحة وضوح الشمس، فالزهاري يعرف أن نزوة الابن لم تترك له فرصة للتفكير في مصير والده المعروف وسط الحقوقيين باعتباره رئيسا لعصبة تابعة لحزب الاستقلال، لكنه يريد أن يركب على الموضوع لخلق الضجة والبلبلة.
لكن الزهاري، الذي لم ينتبه له أحد ولم يعد له أي دور يقوم به، وبعد أن تم وضعه على رأس هذه المنظمة، ليس لأنه أحسن الناس ولكن لأنه أسمع الناس وأطوعهم، يظن أنه شخصية مهمة وأن الدولة لا هم لها سوى شخصه الثوري وابنه الحشاش.