نحن الآن في التاسعة صباحا من يومه الاثنين، نتواجد بمقربة من وادي الشراط في ضاحية بوزنيقة. المكان يعج بعشرات رجال الدرك والقوات المساعدة، الذين طوقوا المكان، من أجل السماح للمحققين بمواصلة عملهم، وجمع كل العناصر التي يمكن أن تفيد في إعادة تشكيل الفاجعة.
حسب ما استقاه موقع 360 من بعض المحققين، فإن سائق القطار، الذي صدم الراحل ،أكد أنه "في حدود الساعة الخامسة و50 دقيقة من مساء أمس الأحد، «لمحت شخصا يحاول تجاوز السكة، فاستعملت المنبه في أقصى درجات صوته، لأن المسافة التي تفصله عنه القطار كانت قريبة جدا. ارتبك الرجل وتردد في أن يعبر السكة أو أن يعود حيث كان واقفا، فحاول نزع قبعة لبساه الرياضي ليشاهد مصدر صوت المنبه، لكن، للأسف، الوقت لم يسعفه في ذلك».
وقال سائق القطار للمحققين، حسب مصادر مسؤولة قريبة من التحقيق، "كانت الساعة تشير إلى حوالي السادسة إلا عشر دقائق عندما وقع الحادث فوق قنطرة وادي الشراط». وأضاف أن القطار كان قادما من الرباط، ويسير بسرعة 80 كيلومترا في الساعة. وحول سؤال للمحققين فيما إذا كان أحدهم قد قام بدفع بها اتجاه السكة الحديدية، أجاب سائق القطار بالنفي مؤكدا « لم يكن معه أي شخص وبين عيني صورة بها وهو ممسك رأسه بين يديه بعدما تعذر عليه رفع قبعة لباسه الرياضي".
وحول حالة جثة الراحل بعدما دسهه القطار، تفيد مصادر مسؤولة قريبة من التحقيق، أن السائق أفاد أن الجثة انشطرت إلى نصفين، على مستوى الحزام، حيث بقي النصف الأعلى على حالته، فيما سحق الجزء السفلي، ووجدت أشلاء أخرى صغيرة من جثة الهالك، تم حرقها وردم التراب عليها.
وأكدت مصادر مسؤولة قريبة من التحقيق رواية سائق القطار، مشيرة إلى أن الراحل «أدى صلاة المغرب بمسجد الحبوس قرب مكان الحادث، وأنه ركن سيارته على بعد مائة متر وتوجه إلى الجهة الأخرى من السكة الحديدية في مكان قريب من موقع وفاة الراحل أحمد الزايدي».
ودرءا لتناسل أي روايات قد تربط الواقعة بفرضيتي الجريمة أو الانتحار، فقد ركزت أسئلة المحققين على احتمال تواجد أي شخص آخر، وقت الحادث، فنفى سائق القطار، أن يكون أحدهم قد دفع بها من الخلف.. أما وصف سائق القطار لحالة الهالك وهو يحاول النجاة بنفسه، فدحضت أي "اجتهاد في الروايات"، قد يزعم وجود نية الانتحار.
ولا تزال لحدود الساعة، جثة بها تخضع للتشريح الطبي، في انتظار استكمال التقرير، وتشييع جنازته ودفنه يوم غد الثلاثاء، بعد صلاة الظهر بالرباط، ليدفن معه جبالا من الأسرار.