لن نستمع إليك بعد اليوم. لن نحملك من اليوتوب. لن نقرصن أغانيك. لن نضع لك جيم في الفيسبوك. لن نرفع منتصب القامة أمشي كشعار في الممظاهرات.
لن نستدعيك لنشاط حقوقي.
وسنطرد من حزب النهج كل من يردد نشيدا من أناشيدك، وإن لم يتبرأ منك الرفاق في لبنان، فإننا سناقطعهم هم أيضا، ونعتبرهم عملاء للنظام الرجعي المغربي.
وسنشطب على اسمهم من الأممية.
غنينا أغانيك لعقود، وتصببنا عرقا بفعل حماستك الثورية، ورددنا بالأحمر كفناه، وفي نهاية المطاف تحضر منتدى المخزن العالمي لحقوق الإنسان، وتمنحهم المصداقية.
اشترينا بمالنا القليل أشرطتك الكاسيت حين كانت تأتي من قبرص، أتتذكر ذلك أيها الرفيق، وبعناها بيعا نضاليا في الجامعات وفي مقرات الأحزاب اليسارية، وتبادلنا تسجيلاتك المسجلة عن تسجيلات وتبادلنا نسخ النسخ كقطعة حشيش، ومنا من سجن بسببك، حين كان مجرد اسمك تهمة، وتأتي في النهاية وتتخلى عنا وتجلس مع المخزن.
كنت بالنسبة إلينا منشورا سريا.
كنت بياننا الغنائي
وبعد كل هذا العمر تتركنا وتذهب إلى عدونا الطبقي.
لكننا لن نسكت وسنكشفك أمام الجماهير الشعبية في كل العالم العربي.
لقد راقبناك حقوقيا وعثرنا على مجموعة من الخروقات والتجاوزات في مسارك الفني والحياتي
منذ سنوات ونحن نراقب أغانيك، وقد لاحظنا أن الرفاق لم يعودوا قادرين على فهمها.
منذ سنوات تخليت عن الخطاب المباشر والشعارات والأغاني الملتزمة التي تنز دما وعذابا، وبدأت تكثر من الاستعارات ومن الشعر الخالص ومن الغموض.
ولم تكتف بذلك، بل تخليت في فترة من الفترات عن الشعر والكلمات واكتفيت بالموسيقى.
وأصبحت نخبويا لا يعنيك الفلاحون والبحارة، ولا تقول لنا هيلا هيلا، ونحن نرددها خلفك.
وكلما جاء الرفاق ليستمعوا إليك ولتحمسهم وتشحذهم رفضت واعتذرت، وغنيت بدل ذلك عن الحب واللوعة والعشق والسرير، وسخرت في أغانيك، بينما نحن جديون ولا نمزح، وقد تعودنا عليك جديا أنت الآخر وغاضبا ومتجهما، قبل أن تتغير وتفضل الموسيقى والفن علينا، وتفضل الحب والعشق والفن على الكفاح والنضال.
نحن لا نريد منك موسيقى
ولا نريد سمفونيات ولا بيانو ولا روعة
نحن نريدها نارا مشتعلة وشعارات مدوية وحماسة وثورة.
الأدهى أنك خنت الرفاق والطبقة من أجل الجسد والإيروتيكا، وتصابيت بعد أن كبرت، نطلب منك “يا رفاقي في كوبا الأبية” وأنت تعري الجسد، وتعزف بلا كلمات.
عيب يا رفيق
ولو كانت لنا سلطة لأرسلناك إلى الغولاغ، كي يعاد تأهليك وتعالج من من تأثرك بالغرب ومن حبك للحرية والجمال، ورفضك لأن تستمر في تزويدنا بالشعارات وبالأغاني الحماسية التي تساعد على الثورة، وبفضلها يأتي الشباب إلى مقراتنا، ويلتحق بنا المناضلون الجدد.
كان يمكنك مثلما فعلنا أن تقاطع المنتدى وتحضر إليه في نفس الوقت كما فعلنا نحن.
وفي الوقت الذي كان يبللنا المطر وكنا نرفع خيمة المنتدى لنطل على المخزن وعلى باقي المشاركين، كنت أنت دافئا مع الوزراء، يلتقطون معك الصور.
وقد رأيناك
وضبطناك بالجرم المشهود
جالسا إلى المخزن
والنظام الرجعي
بينما نحن نناضل تحت المطر
والبرد
ونغتاظ
ونصرخ
ونردد الشعارات
ونقاطع
ولا نصبر على المقاطعة
ونذهب إلى مراكش
لنحتج
ونشارك
ونقاطع في نفس الوقت
لنجدك معهم، بدل أن تخرج وتتظاهر معنا وتلهبنا حماسا بالأناشيد
ولتغني لنا
انهض للثورة والثار
انهض كهبوب الإعصار
في ساحة جامع الفنا
حتى يسمعنا العالم كله
وحتى تقوم الثورة
وينفض المنتدى
فاشلا
ونحن نغني هيلا هيلا
هيلا هيلا.
حميد زيد كود