كشفت الوقفة الاحتجاجية لما تبقى من "فضلات" في حركة عشرين فبراير الأحد عن الاندثار الكلي لهذه الحركة التي يعلم المغاربة صغارا وكبارا الظروف التي تأسست فيها والغاية من هذا التأسيس وما الذي تقاضاه أعضاؤها ومازال يتقاضونه من الجهات التي دفعت بسخاء إلى هذا الكيان الذي حاول الركوب عليه أكثر من تيار معادٍ لاستقرار المغرب وأمنه مستغلا ظرفية رياح الربيع العربي التي لم تزحزح قيد أنملة من الأمن المعنوي والروحي والنفسي الذي ينعم به المغرب والمغاربة. لا شك أن التاريخ سيكون دمغ يوم الأحد الماضي على شهادة وفاة هذه الحركة التي ولدت في أصلها مشوهة قبل قرابة أربع سنوات، ذلك أن من وقف على الأعداد المحتشمة لمناضلي هذه الحركة الذين خرجوا كرها إلى الاحتجاج في ما تعتبره الحركة "اليوم الوطني للاحتجاج" لم يتعدوا أكثر من أربعين شخصا في الرباط وخمسة عشر في تيفلت وبالكاد عشرة آخرين في تاوريرت، يدرك أن الحركة انتهت إلى غير رجعة و أصبح وجودها في خبر كان. ما يؤكد نهاية حركة عشرين فبراير هو كون العدد المحتشم للذين خرجوا للاحتجاج الأحد باسمها ينتمون كلهم لتيار النهج الديمقراطي الذي أكل عليه هو الآخر الدهر وشرب ليس بوفاة زعيمه الروحي ابراهام السرفاتي سياسيا قبل وفاته البيولوجية وإنما لكون ما تبقى من هذا النهج من "مناضلين" معدودين على رؤوس الأصابع من أمثال الحريف الذي أدخلته حقائق التغيير والإصلاح والتنمية "سوق راسو" إيمانا منه بأن ما كان يناضل من أجله مجرد أوهام غرر به في صددها، ووعيا منه كذلك بأن زمن النضال الذي أركبه عليه العديد من أعداء المغرب ومؤسساته كان نضالا تكسبيا. إذا كان من تبقى من الخارجين عن طوع عبد الله الحريف يفكرون في الركوب على حركة واهية من أصلها، فإن القولة الشائعة "تشبث غريق بغريق" هو المثل الذي يمكن أن ينطبق على الطرفين في إطار مساندتهما لبعضهما أو في إطار استغلال طرف منهما للآخر على الرغم من أن كلا منهما يعلم بنهاية الآخر وزواله. وزوال الاثنين من ساحة الضجيج المجاني والرخيص يفسره بلا شك فطنة المواطنين لخواء حركة 20 فبراير شكلا ومعنى كما يفسره عدم اكتراثهم بشعاراتها الفارغة، أما النهج الديمقراطي فقد انتهى بالنسبة إليهم منذ أن علم المغاربة قاطبة وضع أيادي أعضاء هذا الكيان في أيادي أعداء المغرب ومؤسساته وأعداء الوحدة الترابية من الانفصاليين.