تعامل المغرب بالوضوح الكافي مع زيارة الرئيس السابق لبوركينا بليز كامباوري من خلال إصدار بيان لوزارة الخارجية المغربية يحدد فيه الإطار العام للزيارة المؤقتة و موقف المغرب الواضح من المرحلة الانتقالية التي تم تدشينها في بوركينا فاسو، موقف لم يكن ليروق لبعض الأوساط كحال حسن بن ناجح و عمر إحرشان من العدل و الإحسان الذين تدثروا بقدرة قادر بثوب الديمقراطيين الذين يرفضون الديكتاتورية.
حسن بن ناجح ذكّرنا أن المغرب استقبل في السابق شاه إيران في 1978 و قال أن جميع الدول رَفَضت استقباله بما فيها أمريكا التي كانت تعتبره دَرَكيها في المنطقة و لأن صبي الناطق لا يعرف التاريخ فلنُذَكِّره بأن شاه إيران قبل وفاته كان مقيما في الولايات المتحدة الأمريكية حيث أسلم الروح و أنه مدفون هناك، أما القول بأن شاه إيران الأسبق كان ديكتاتوريا فأظن أن 36 عاما من حكم "الثورة الخُمَينية" لإيران كافية للتقييم الموضوعي في إطار المقارنة بين ديكتاتورية الشاه و ديكتاتورية الملالي في إيران.
فالناس في إيران اليوم تترحم على أيام الشاه ففي أيام الشاه كانت الناس تسمع بالتعددية كانت تعرف أن هناك حزب شيوعي باسم حزب تودة كانت تعرف أن هناك تنظيمات إسلامية و يسارية كمجاهدي خلق و فدائيي خلق و عن أحزاب ليبرالية ورتثها إيران من أيام مصدق، أما اليوم فلا تسمع إلا عن حزب واحد بجناحين جناح العمامة و جناح البذلة و لا أحد في إيران اليوم مسموح له بالعمل السياسي خارج ورثة الخميني، و هل مرشد الثورة علي خامنائي الذي ورث المنصب من آية الله الخميني و الذي يعتبر الحاكم الفعلي لإيران انتخبه الشعب الإيراني.
إنه صوت التاريخ و كل الديمقراطيين الإيرانيين اليوم يترحمون على أيام الشاه و يعتبرون أن خطأ الشاه لم يكن إلا هوسه بالتحديث السريع لإيران بدون أن يراعي خصوصية شعبه المغرق في الماضوية.
فهل يعتبر اليوم الشاه ديكتاتورا وقد أخذنا مسافة كافية مما وقع في نونبر 1978، أكيد أن التي سميت ثورة في إيران لم تكن إلا مدخلا من أجل أحكام نظام شمولي على البلاد، نظام لا يؤمن بالديمقراطية إلا من خلال الاستشارة الشعبية اليتيمة لكي يستحوذ على مرافق الدولة و يصفي كل خصومه و الذين لا يريدون معرفة الحقائق فما عليهم إلا قراءة مذكرات أبو الحسن بني صدر أو بختيار و كل القادة الديمقراطيين لإيران ليعرفوا الحقيقة.
اليوم يتحدث الجميع عن زيارة بليز كامباوري إلى المغرب وتعتبره الناس ديكتاتورا أراد أن يترشح للانتخابات الرئاسية لبلده للمرة الألف ورفض الشعب تغيير الدستور فقدم استقالته و غادر بلده فهو عندما كان يمارس الحكم كان يمارسه بإرادة شعبية كباقي رؤساء دول إفريقيا جنوب الصحراء، و كان حليفا حقيقيا للمغرب في المنتديات القارية و الدولية مدافعا عن وحدة تراب المغرب.
أين كانت الأصوات العدلاوية يوم كان قادة بوركينا فاصو يدافعون عن مصالح المغرب؟ كان عليهم آنذاك ما دام أنهم يدّعون انتماءهم للعائلة الديمقراطية أن يرفضوا أصوات بوركينا و غيرها من الدول الإفريقية الداعمة للمغرب و يقدموا البديل.
يعرف الجميع أن العدل و الإحسان التي عوضت القرآن بكتب عبد السلام ياسين و ترسل الوفود إلى إفريقيا من أجل الترويج لرسالة عبد السلام ياسين للعالمين، أن تتذكر أنها حركة مغربية و تدافع عن وحدة التراب الوطني عوض إرسال الوفود إلى أدغال إفريقيا ظاهرها دعوي وباطنها تجاري، فعائدات عسل إفريقيا أهم من الدفاع عن مصالح المغرب ووحدته الترابية، فلم يثبت يوما أن وفود العدل والإحسان دافعت عن مصالح المغرب فهي لا تدافع إلا عن زابور الجماعة والمصالح التجارية لرؤساء وفودها فتهريب عسل إفريقيا أولا هو شعار "ديموقراطيي الاستشارة الوحيدة و اليتيمة" و الباقي ليس إلا كلام جرايد للاستهلاك.
المغرب عندما استقبل بليز كامباوري فقد استقبل صديقا لقضايا المغرب الاستراتيجية وبلاغ وزارة الخارجية وضع الأمور في سياقها، الزيارة تدخل في إطار إنجاح المرحلة الانتقالية في بوركينا، التي بدأت منذ أيام وهي رغبة كل الشعب البوركينابي وقواه الحية.
بقلم حمو واليزيد الأكوري