إدريس شكري
استغلت اليومية الجزائرية الناطقة بالفرنسية "الجزائر باتريتيك" قصاصة لوكالة الأنباء الإيطالية أشارت فيها إلى تواجد بضع نفر من المغاربة ضمن أفواج السوريين الذين تدفقوا على جريزة "باوزولو" منتصف الشهر الجاري، والذين فاق عددهم 2200 فردا، أغلبهم من الأطفال، من أجل أن ترفع عقيرتها، و تكشر عن أنيابها، وتلصق مختلف أنواع التهم بالمغرب، واصفة هؤلاء المهاجرين "غير الشرعيين" تارة بـ المتطرفين" وتارة بـ " الجواسيس".
وضخمت هذه الجريدة في مقال لها تحت عنوان: " هل يوجد مخبرون أو متطرفون مغاربة مندسون ضمن صفوف اللاجئين السوريين؟" من هذا الحدث، الذي اعتبره غير عادي، وشرعت في تقديم القراءات المغرضة والمحرضة ضد المغرب.
وبالنسبة لهذه الجريدة فإن وجود عدد من المغاربة ضمن صفوف "اللاجئيين السوريين" يحتل الصدارة في اهتمام السلطات و وسائل الإعلام الأوروبية، التي تثير باستمرار المخاطر الكبيرة التي تشكلها عودة "الجهاديين" على الأمن والاستقرار، كما يجب أن يحظى باهتمام كبير من طرف السلطات الجزائرية، لاحتمال أن يكون بين هؤلاء المغاربة مخبرون في خدمة "المخزن".
ولقد أغفلت هذه الجريدة أن موقف المغرب من الإرهاب واضح تماما وأنه ينهج خطة استباقية في تجفيف منابع التطرف تعتمد على التوعية الدينية والتنمية الاجتماعية، لا على سياسة الحديد والنار التي اختارها حكام قصر "المرادية" في مواجهة هذه الآفة.
كما أغفلت أن المغرب عزز ترسانته التشريعية بقانون مكافحة الإرهاب، وجرم في تعديلات صادق عليها البرلمان مؤخرا، كل محاولة للالتحاق بتنظيمات جهادية أو أية بقعة من بقع التوتر.
المغرب يعرف جيدا مخاطر الإرهاب، وبالتالي لا يمكنه أي يركب مثل هذه المغامرة، كما تفعل الجزائر، التي تجازف بمستقبل البلاد وكل المنطقة للإبقاء على الوضع الداخلي على ما هو عليه، ولو اقتضى الأمر سقوط المئات من الأرواح البريئة وتخريب المنشآت الاقتصادية.
المغرب حين قرر التوجه إلى إفريقيا حمل مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وألح على مفهوم الشراكة مع هذه الدول، ولم يعتمد على منطق تسليح العصابات و"الثوار" المزعوميين.
مقاربة المغرب واضحة جدا، وبالتالي فهو ليس بحاجة لا إلى متطرفين ولا إلى مخبرين أو جواسيس، أما مقاربة الجزائر فغامضة، وأكبر دليل على ذلك هو احتضانها لـ "البوليساريو"، واتهام تونس لها بالضلوع في الأحداث الإرهابية التي عرفتها الحدود المتاخمة لها...