قاطعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، المنتدى العالمي لحقوق الإنسان، الذي يلتئم بمدينة مراكش، ما بين 27 و30 نونبر الجاري، وذلك بدعوى أن المغرب يقوم بالتضييق على حقوق الإنسان، والتضييق على الجمعيات العاملة في هذا المجال، رغم أن العديد من الجمعيات، التي تهتم بحقوق الإنسان ستشارك في الدورة الثانية للمنتدى. المقاطعة المذكورة الغرض منها الفوضى والضجيج والتشويش، لأن المنتدى لا يكتسب أية صبغة سياسية بتاتا، وهو عبارة عن أوراش للتكوين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان بالإضافة إلى محاضرات ثقافية حول المفاهيم النظرية لحقوق الإنسان في أبعادها الكونية والمحلية. فالجمعية المغربية لحقوق الإنسان تقاطع المنتدى لأنها أصبحت في ورطة تريد الفرار منها بأي ثمن، وهي تدفع اليوم بمظلوميتها استباقا للقادم من الأيام، خصوصا بعد أن طرح وزير الداخلية في مجلس النواب موضوع التمويلات الأجنبية للجمعيات بعد كذبة الربيع العربي التي وصلت سنة 2012 إلى 24 مليار سنتيم، وأغلبها قادم من مؤسسات تعادي المغرب. الجمعية أصبح لديها اليوم هم واحد فقط. كيف تدافع عن حصولها على تمويلات مشبوهة ودون أن تخضع للمحاسبة والمراقبة، ولا المساءلة عن مصدر هذه الأموال ولا طرق صرفها، حيث تحصل على مبالغ مهمة جدا في حين يتكلف المناضلون في الأقاليم والأماكن البعيدة بجمع مصاريف تغطية أنشطتهم. الجمعية المغربية لحقوق الإنسان "دارت فراسها الخير" بمقاطعتها لهذا النشاط ذي الطابع الأممي. لأن الجمعية لا ينبغي أن تكون موجودة لحد هذا الوقت، ولا نعرف الأسباب التي تدفع الحكومة للتلكؤ في النظر إلى مطلب متعدد المشارب يرمي إلى حل الجمعية وتفكيك هياكلها لأنها جمعية غير مغربية لها مقر ووجود قانوني في المغرب. من غير المنطقي أن تستمر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في ممارسة أنشطتها وهي ترتمي في أحضان أعداء المغرب، وتخدم أطروحات البوليساريو والجزائر وكل المنظمات التي تعادي المغرب مقابل هذه التمويلات المشبوهة. وكنا في النهار المغربية أول من طالب بحل هذه الجمعية لأنها تمارس الخيانة العظمى جهارا نهارا وتصرف مواقف حزب سياسي لم يرث من منظمة إلى الأمام سوى دعمه للبوليساريو، في حين لم يرث منها التجذر الفكري الذي تميز به أبراهام السرفاتي مؤسسها الذي راجع مواقفه عندما تبين له خطأ دعم الجبهة الانفصالية المكونة من عصابة المرتزقة، واحتفظ بموقفه نقيا لا تشوبه شائبة لكن في إطار تحليله للواقع وليس في إطار اجترار مقولات عفا عنها الزمن. إذا كانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان معروفة بولائها للبوليساريو، ودورها اليوم ليس الدفاع عن حقوق الإنسان، ولكن تشويه صورة المغرب بأي ثمن، فإننا نستغرب من موقف العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، أقدم جمعية حقوقية في تاريخ المغرب، التي نشأت في حضن المخزن يوم كان حزب الاستقلال يتولى مناصب في الدولة.