هل القطار الفائق السرعة "تي جي في" مجرد "خضرة فوق طعام" أم بنية أساسية؟
طبعا، يجتهد البعض هذه الأيام، ممن كانوا يعتقدون أن المشروع سيظل مجرد وعد، وحبر على ورق في التشكيك في جدوى "تي جي في"، ويتفننون في ابتداع أساليب التضليل، ومنها:
أولا: أن المغاربة ليسوا بحاجة إلى القطارات الفائقة السرعة، وكأنهم استطلعوا رأيهم في الموضوع أو يريدون لهم أن يستمروا في ركوب القطارات البخارية المتآكلة القادمة من القرن التاسع عشر أو يعودوا لامتطاء ظهور البغال والحمير.
ثانيا: أن ثلاثة ملايير أورو المخصصة للمشروع يمكن استثمارها في مشاريع بنيات تحتية أخرى غير هذا المشروع، الذي لن يستفيد منهم إلا الذين بمقدورهم دفع ثمن التذاكر، حسب زعمهم، ناسين أن نفس الكلام قيل يوم تدشين "ترامواي" الرباط، الذي أصبح اليوم الأكثر إقبالا من كل وسائل النقل الأخرى، ويطمح السكان العاصمة أن تعمم خطوطه على كل الأحياء.
ثالثا: أن "تي جي في" كان مشروعا مبرمجا قبل أن يرتد للعالم العربي طرفه، وينخرط في ربيعه، وبالتالي فإن ما يحدث لا يمكن أن يكون مبررا ـ بالمغرب على الأقل ـ لتوقيف المشاريع مادام المغرب نجح في التجاوب، بسرعة تشبه سرعة "تي جي في" مع مقتضيات المرحلة الراهنة، وتحويل "شركي" الأزمة إلى نسائم.
رابعا: أن أكبر رابح من هذا المشروع هو المغرب الذي سيُعزز المشروع بنياته التحية الأساسية، ويُقلص المسافات بين مدنه، أما "الحلاوة" فسيتذوقها الركاب، الذين أتعبهم الانتظار في محطات القطارات، ويحتاجون إلى أربع ساعات أو أكثر لقطع المسافة بين طنجة والرباط.