قال وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، في مستهل زيارته إلى الشرق الأوسط التي بدأت من إسرائيل، إن تل أبيب "لا يمكن لها الاعتماد على القدرات العسكرية فحسب وإنما يجب عليها التوجه إلى المسار الدبلوماسي،" وقال إن العلاقات الأمنية بين بلاده وإسرائيل "أقوى حالياً من أي وقت مضى،" كما تطرق إلى الشأن الإقليمي مندداً بـ"التهديد الإيراني،" ورأى أن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد "مسألة وقت."
وقال بانيتا أنه يريد من الشعب الإسرائيلي بأن يكون على ثقة بـ"التزام الولايات المتحدة بأمنه وحريته خاصة في هذه الفترة التي تشهد تغيرات دراماتيكية في الشرق الأوسط،" ولكنه أضاف، بعد لقاء نظيره الإسرائيلي، أيهود باراك، إن الإدارة الأمريكية "تعارض قرار الكونغرس تجميد تحويل مائتي مليون دولار للسلطة الفلسطينية."
ورأى الوزير الأمريكي أن على الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، "التوجه إلى حل النزاع على أساس مبدأ دولتين لشعبين" مؤكدا أن الإدارة الأمريكية تدعم ذلك.
بالمقابل، شدد باراك على أن الحكومة الإسرائيلية "تسعى إلى التوصل إلى اتفاق مع السلطة الفلسطينية من خلال المفاوضات المباشرة على أساس مبدأ دولتين لشعبين،" وقال إن على الطرفين اتخاذ "قرارات مصيرية،" وفقاً للإذاعة الإسرائيلية.
وفي رام الله، استقبل رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، الوزير الأمريكي، ليعرب أمامه عن استعداد الجانب الفلسطيني للعودة إلى المفاوضات "في حال قيام إسرائيل بتنفيذ الالتزامات المترتبة عليها كوقف الاستيطان والقبول بمبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967."
بدوره اعتبر الوزير الأميركي، أن حل الدولتين هو لمصلحة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأكد ضرورة إيجاد طريق للعودة إلى المفاوضات بين الجانبين، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية.
ولم تغب الاهتمامات الإقليمية عن تصريحات الوزير الأمريكي الذي تطرق إلى القضية الإيرانية حيث قال إن واشنطن "تعي خطورة التهديد الإيراني وإقدام طهران على تطوير أسلحة نووية،" وأضاف أن الولايات المتحدة "تتعاون مع إسرائيل في هذا المضمار."
أما بالنسبة للأوضاع في سوريا فقد رأى وزير الدفاع الأمريكي أن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد من جراء الانتفاضة الشعبية السورية هو "مسألة وقت،" مشيراً إلى وجود "إجماع في المجتمع الدولي حول فقدان النظام السوري لشرعيته" وضرورة تنحي الأسد.
وكان بانيتا قد وصل إلى إسرائيل، مساء الأحد، في مستهل جولة في الشرق الأوسط، تهدف إلى إنهاء العزلة التي تعاني منها الدولة العبرية، نتيجة أحداث "الربيع العربي"، والجمود الراهن في عملية السلام، إضافة إلى تزايد الدعم الدولي لمساعي الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة.
واستبق بانيتا زيارته جولته في الشرق الأوسط بقوله، في تصريحات للصحفيين المرافقين له على متن الطائرة التي أقلته إلى المنطقة، إنه سوف يعرض مزيداً من المساعدات الأمريكية مقابل أن تحظى إسرائيل بـ"علاقات متطورة مع الدول المجاورة لها"، في إشارة إلى كل من مصر وتركيا.
ومن المقرر أن يقوم بانيتا، خلال جولته الشرق أوسطية الأولى منذ توليه منصب وزير الدفاع خلفاً لروبرت غيتس، بزيارة العاصمة المصرية القاهرة، قبل أن يتوجه إلى العاصمة البلجيكية بروكسل.
وقال إنه يعتزم، خلال محطته الأولى، ممارسة مزيد من الضغط على المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين لحثهم على العودة إلى مائدة المفاوضات، بحسب ما ذكر المكتب الصحفي بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون."
وتزايد التوتر في المنطقة، مع توجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة لنيل اعتراف دولي بـ"فلسطين"، والحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الأممية، وكذلك بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية عن خطة تتضمن بناء 1100 وحدة استيطانية جديدة جنوبي القدس.
وفيما أعلنت واشنطن معارضتها للتوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة، وهددت باستخدام حق النقض "الفيتو"، فقد دعت اللجة الدولية الرباعية المؤلفة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا، إسرائيل والفلسطينيين إلى استئناف محادثات السلام في غضون شهر، وحددت نهاية 2012 كموعد نهائي لإتمامها.
وقبل قليل من وصول بانيتا إلى المنطقة، قال مكتب رئيس حكومة الدولة العبرية إن إسرائيل "ترحب بدعوة اللجنة الرباعية للمفاوضات المباشرة بين الطرفين دون شروط مسبقة"، إلا أنه أشار إلى أن هناك بعض التحفظات سيثيرها الجانب الإسرائيلي خلال عملية التفاوض.
وبينما دعا البيان الإسرائيلي السلطة الفلسطينية إلى الحذو حذوها والجلوس إلى طاولة المفاوضات دون تأخير، كان رئيس السلطة الفلسطينية قد أكد، في أكثر من مناسبة، أن الفلسطينيين لن يعودوا إلى المفاوضات حتى توقف إسرائيل بناء المستوطنات وتقبل حدود عام 1967 كأساس للعودة إلى المحادثات.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)