أضيف في 06 نونبر 2014 الساعة 17 : 10
أضحت لعبة كرة القدم رياضة عالمية وصارت معشوقة و معبودة الجماهير بامتياز وسلبت عقول وألباب الأطفال والشباب وحتى الشيوخ بدون استثناء ووحدت العلاقة بين الطبقات الاجتماعية الأغنياء والفقراء وقوت الروح الوطنية والقومية وأصبحت وسيلة سحرية للاغتناء السريع لممارسيها ومسيريها وتذاخلت خيوطها وعلائقها بين عالم المال والأعمال والسياسة والاقتصاد وحتى الاجتماع والإعلام وأصبحت تسيرها مؤسسة دولية سامية اسمها الفيفا يعلو صوتها في ميدان عالم كرة القدم ولا يعلا عليها. فشيوع وانتشار هذه اللعبة بجميع أنحاء المعمور وتميزها بالتنافسية القوية والحماسة الجياشة ,نتجت عنها ظاهرة اجتماعية خطيرة وهي ظاهرة العنف والشغب بالملاعب الرياضية حيت أضحت هذه الظاهرة مستشرية بملاعب كرة القدم المحلية والعالمية على حد سواء ,وهذه الآفة ليست حديثة العهد وإنما هي قديمة قدم الرياضة الجماعية التنافسية, فقد ظهرت بوادر هذه الظاهرة الخطيرة لأول مرة وعلى المدرجات في بريطانيا خلال القرن الثالث عشر وعبرت بذلك الحدود حتى أصبحت تسمى بالمرض البريطاني بحيث غذتها وشحنتها العوامل السياسية والنزاعات العرقية والطائفية والدينية وشعلت لهيب نار اللاعبين والمشجعين على السواء إضافة لعوامل أخرى متعددة ضمنها بالأساس الدور الخطير الذي لعبته المخدرات بجميع أنواعها في إنتاج ظاهرة الشغب . ولقد مرت ظاهرة الشغب بالملاعب الرياضية بثلاث مراحل: الأولى بدأت بالاعتداء على الحكام واللاعبين والثانية الاشتباك بين المشجعين داخل الملاعب أما المرحلة الثالثة فهي الأنكى والأخطر بحيث تم الخروج بسلوكيات الشغب والاحتكاك المباشر خارج أسوار الملاعب إلى الشوارع العامة وتمثلت في التكسير والإحراق والنهب وحتى المواطن العادي لم يسلم من الاكتواء بلهيبها. ومن أشهر حوادث الشغب حادثة ملعب هيزل 1985 فهي من اخطر حوادث الشغب على مر التاريخ فكانت بداية لأحداث قوانين متشددة ضد المشاغبين وزيادة حراسة متشددة بالملاعب بعد مقتل تسعة وثلاثين مشجعا ايطاليا من أنصار جوفنتوس بعد مباراة مع ليفربول الانجليزي وحرمت على أثرها الأندية الانجليزية من اللعب خمس سنوات في بطولات أوروبا, مما دفع بالجامعة البريطانية لإنشاء خلية تفكير لإيجاد الحلول الممكنة للقضاء على هذه الظاهرة ,فتوصلت إلى فكرة الجلوس الى طاولة الحوار مع مختلف مكونات جمعيات مشجعي فرق كرة القدم البريطانية وعلى رأسهم ما يسمون بالهوليكنز ومحاورتهم الى ان توصلو الى حل منع كل من يحاول ان يلج ملاعب كرة القدم وهو في حالة سكر او يحمل المشروبات الكحولية او المواد المخذرة بدون استثناء وكذلك الاشياء المتفجرة والشهب النارية ,وبالمقابل التزمت جامعة كرة القدم بازالة العازل والاسلاك التي تفصل ميدان كرة القدم الملعب عن مدرجات المشجعين بحيت اعتبروا هذه الحواجز والاسلاك لا تمت بصلة للانسان والكرامة الانسانية ذاخل الملاعب الرياضية ,كما تم احداث تمثيلية جمعيات المشجعين ذاخل مكاتب الاندية الانجليزية وتعهدت ان تعمل على التنسيق المستمر مع الاجهزة الامنية ذاخل الملاعب الرياضية لكرة القدم والملتقيات الاقليمية والدولية....... وقد خلصت واقرت الجهات المسؤولة عن هذه الاتفاقات والمفاوضات انها ضيعت عشرات من السنين وهي تتمرغ في مستنقع هذه الظاهرة الخطيرة وتنكوي بشظاياها.مستصغرة و متجاهلة بذلك اللجوء الى الحوار مع العناصر والنواة المشكلة لهذه الظاهرة وهي جمعيات المشجعين والهوليكنز............. لقد اصبحت الجماهيرالرياضية المغربية التي تلج ملاعب كرة القدم متنكرة لمبدا شجع فريقك واحترم خصمك ,فالى اي مدى ومن اين تتطعم وتتغذى هذه الظاهرة ؟ومن المسؤول عن تفشيها وتناميها؟ ان هذه الظاهرة الخطيرة تتغذى من سلوكيات اللاعبين والمؤطرين والجمهور فهناك تذاخل كبير بين كل هذه العناصر الثلاث فنجد ان بعض مسيري الفرق يتعاملون مع الالترات وجمعيات الانصار كطابور ثالث احتياطي وكقوة بايديها تحركها وقت ما شاءت ضد الخصم وذلك بتحريضها للقيام بالشغب عبر عبارات قادحة تكتب على اللافتات او التيفو, او بالملاسنات البديئة التي لا تمت بعلاقة للاخلاق الحميدة الرياضية ,كما ان شحن الفرق بالوسائل الاعلامية السمعية, البصرية والمكتوبة يعتبر كعامل جد مهم لشعل فتيل شغب الملاعب,كما ان التساهل المفرط والتسامح للامن مع المشاغبين يزيد الطين بلة لتنامي الظاهرة هع العلم ان الشغب منبع الاجرام تتذاخل فيه الكثير من الاطراف وتتحمل فيه الدولة مسؤولية تحقيق الامن للكل ما دام الامن حق دستوري لكل مواطن مغربي ,والعمل على ارجاع المشجعين لصوابهم والتحكم في اعصابهم وانفعالاتهم بطريقة حضارية ورياضية. كما ان الاحباط والوعي الاجتماعي عاملين اساسيين في الشغب والعنف الرياضي ,فالاحباط يؤذي دائما للعنف ويعزز من حدوثه كما ان التعلم والظروف البيئية الاجتماعية والاقتصادية المحيطة بالفرد لها دور مهم وحاسم في حدوث السلوك العدواني من عدمه وكمبرر لذوي النفوس الضيقة والضعيفة للانتقام من الدولة بشتى الاساليب واخراج المكبوتات الاجرامية للتعبير عن السخط الشعبي المذفون ذاخل بعض الافراد كرد فعل عن سوء التدبير السياسي والغلاء المعيشي والبطا لة واختلال منظومة التعليم والصحة والطبقية ,فالنتائج السلبية للفرق والاندية ليست مبرر للجمهور الرياضي لكي يدمر ويكسرويتفوه بعبارات نابية مسيئة للاعبين والمسيرين والاندية والحكام تعبيرا عن استيائهم فهذه التصرفات ليست تعبيرا اخلاقيا و حضاريا خصوصا ان الدولة والمؤسسة الرياضية تتطلع لاحتضان الملتقيات الدولية فتصبح بذلك سمعة اخلاقيات الملاعب الرياضية المحلية على المحك ولما لا وهي المراة الحقبقبة لرياضة كرة القدم بالبلد . فالجيل الجديد وبجميع تجلياته والمامه بالوسائل التكنولوجية الجديدة فهو يفتقر لادبيات الفرجة الجماعية التي عايشتها الاجيال السابقة من خلال المسرح والسبنما والحلقة وكيف ان الشخص او المتقرج ينتظر نهاية الاسبوع ليتوجه الى ملعب كرة القدم او السينما او المسرح والحلقة وهو في ابهى حلله ومصطحبا معه زوجه وابنائه دون حرج ودون خوف من تعرضه للعنف او لشغب اوسماع الكلام الساقط عكس ما نرى اليوم بالملاعب الرياضية لكرة القدم ,فاننا نسمع اشكالا من السب والقذف والكلام الساقط والرذىء والعنف المتبادل ,فنحن الان في امس الحاجة للسلوك الحضاري ,حتى نتجاوز الشغب الذي يصل لابعد الحدود بعيدا عن محيط الملاعب الذي ينتج في الشوارع من نهب وحرق وتكسيرللسيارات واتلاف لارزاق الناس واموالهم مستغلين بذلك سذاجة الاطفال والمراهقين للزج بهم في عمليات الشغب تحت يافطة مشجعي الفريق,والخوف كل الخوف ان يصبح عملا منظما وتصدق نبوئة احد مسؤولي الفيفا سنة 2011 بهذا الصدد وهو ان يصبح الشغب بالملاعب الرياضبة المغربية الى عمل منظم,كما ان العاهل المغربي حذر من الظاهرة وهذا ما يبرهن وبالملموس ان الظاهرة خطيرة فالواجب استئصالها وباسرع الاجال. لاجل القضاء على ظاهرة العنف والشغب بملاعب كرة الفدم المغربية وجب على جميع الفعاليات المكونة للجسم الرياضي التكتل للبحث بجدية في هذه الظاهرة مع اشراك الجهات الامنية بالميدان الرياضي وكذلك اشراك جمعيات المشجعين لانها اصبحت واقعا ملموسا لا يمكن تجاهله ونهج مقاربة تشاركية بين سائر الفاعلين ,كما يجب الاستفادة من التجربة الانجليزية في هذا الميدان , ومنع الاطفال والقاصرين من الولوج الى ملاعب كرة القدم دون اولياء امورهم او مسؤولين عنهم , والحرص على ان لا يتسربوا في الربع الاخير للمبارة بحيث تصبح فيه ملاعب كرة القدم مفتوحة على مصراعيها لكل من هب ودب ,والعمل على وضع تدابير استباقبة كوضع كاميرات للمراقبة والاستعانة بالامن الخاص المحلي وسن قوانين تنظيمية رياضية صارمة وعقوبات قانونية زجرية ومالية رادعة لكل من سولت له نفسه المساس بالهذف النبيل لكرة القدم وهو الاستمتاع والفرجة وتهذيب الذوق والاستقامة والاخلاق النبيلة.............. كما يمكن للجهة المسؤولة عن تسيير كرة القدم خلق جائزة او كاس خاصة لاحسن جمهور منضبط عند اخر كل موسم مع امكانية خلق كوطة او نسبة محفزة مختارة من جمعيات المشجعين المنضبطين للاستفادة مجانا من حضور الملتقيات الاقليمية او الدولية ............. وتفاذي اقامة المباريات ليلا وفي اوقات الدروة ,لان ذلك يخلق تماسا خطيرا بين المشجعين والمواطنين ,ويجعل حركة المرور بالشوارع العامة مرتبكة مما يضع المصالح الامنية في ورطة كبيرة عند تحركها للتذخل السريع والنجدة... ان ظاهرة شغب الملاعب الرياضية قد تفشت وبطريقة خطيرة في الدول التي تقهقرت قيها لعبة كرة القدم ونزلت الى اقصى مستوياتها واصبحت كاخطبوط مست حتى المؤسسات المشرفة على كرة القدم بدءا من مكاتب نوادي كرة القدم المحلية والجهوية الى مكاتب جامعات كرة القدم وبذلك تحول الواقع الى بكاء بحرقة على ردم واطلال الملاعب الرياضية بحيث تذاخلت السياسة والرياضة بمكاتب الفرق والاندية و انعدمت المصداقية والكفاءة في التسيير وانقرض اللاعب الموهوب والكفء والمدرب الجيد الرزين و تم افول نجم الخلق والابداع الكروي بحيث برزت مع هذا الواقع المر فضائح وتقصير عام بالمسؤولية صدمت متتبعي الشان الرياضي والجماهير الرياضية المتعطشة دوما للنتائج والالقاب الكروية التليدة.......
بقلم: عبد العزيز الناوي
|