تم بمدينة الرباط ، تقديم العرض ما قبل الأول للفيلم الوثائقي الفسلطيني "العائدون"، للمخرجة الفلسطينية تغريد سعادة، الذي يفضح الفظائع المرتبكة من قبل "جبهة البوليساريو" بمخيات تندوف، بالتراب الجزائري.
ويعرض هذا الفيلم، الذي تم عرضه في إطار الدورة ال20 للمهرجان الدولي لسينما المؤلف بالرباط التي اختتمت يوم السبت ، شهادات ثلاثة صحراويين مغاربة التحقوا بوطنهم الأم، مسلطا الضوء على الابتزازات التي يتعرض لها السكان المحتجزون في مخيمات تندوف.
ويفضح هذا الفيلم، من خلال شهادات ثلاثة أشخاص عاشوا مدة طويلة في مخيمات تندوف، عددا من "الجرائم" الممارسة بالمخيمات من بينها التعذيب والتمييز والدكتاتورية واستغلال النفوذ من قبل قادة "البوليساريو"، وعسكرة القاصرين واستغلال الأطفال بهدف الدعاية السياسية.
وأفاد هؤلاء الأشخاص الذين فروا من الجحيم الذي يعاني منه السكان الصحراويون المحتجزون بمخيمات تندوف، أنهم عادوا إلى وطنهم الأم للمساهمة في بناء مستقبل البلاد، داعين باقي المحتجزين إلى السير على منوالهم من أجل وضع حد لمعاناتهم.
مخرجة الفيلم، تغريد سعادة، استنكرت استغلال القضية الفلسطينية من قبل "البوليساريو"، مشيرة في هذا الصدد إلى نشر صور في الصحافة لأطفال فلسطينيين من قطاع غزة يتلقون العلاجات على إثر الغارات الإسرائيلية، وتقديمهم "على أنهم أطفال صحراويون ضحايا للقمع المغربي".
وأضافت سعادة "اعتقدت دوما أن "البوليساريو" تستعمل علم بلادي ومعاناة الشعب الفلسطيني للدفاع عن مصالحها السياسية، وهذا ما أثار انتباهي ودفعني لكشف حقيقة الوضع المرتبط بهذا الموضوع عبر إنجاز هذا الفيلم".
واستطردت تغريد سعادة "أعتقد أن إنتاج هذا الفيلم الذي أخرجته امرأة فلسطينية هو أفضل جواب على استغلال "البوليساريو" للقضية الفلسطينية.
وأوضحت سعادة أنها التقت عندما كانت بصدد إنجاز فيلمها "العائدون" بالداخلة، الذي أنتجته شركتها الكندية "رام للإنتاج"، بالعديد من الشهود الصحراويين الذي عادوا للمغرب، موضحة أن "جميع هؤلاء الأشخاص يؤيدون مخطط الحكم الذاتي في الصحراء في إطار السيادة المغربية".
وقد اختتم عرض هذا الفيلم بنقاش مفتوح بين المخرجة والنقاد والمخرجين والجمهور، الذين هنأوها على مبادرتها وجهودها، مبدين بعض الملاحظات التقنية وموجهين أسئلة تتعلق بالتجربة التي مرت بها أثناء تصوير الفيلم.
من جهتها، عبرت السيدة سعادة عن رغبتها في الدفاع عن قضية الصحراء المغربية وكشف "استغلال البوليساريو"، بعرض فيلمها الوثائقي بدول أخرى لاسيما الأردن وكندا.
ويعد المهرجان الدولي لسينما المؤلف، الذي نظم في الفترة ما بين 24 أكتوبر وفاتح نونبر، تحت رعاية الملك محمد السادس، تظاهرة ثقافية تندرج في إطار المهرجان الدولي للرباط الذي ينظمه مجلس عمالة الرباط منذ سنة 1995.