وشحت اسبانيا ثلاثة مسؤولين أمنيين مغاربة مكلفين بمحاربة الإرهاب من ضمنهم مدير المخابرات المدنية، عبد اللطيف الحموشي اعترافا بما يقدمونه من خدمات من أجل الأمن وخاصة التي تصب في أمن اسبانيا، وهذه هي المرة الثانية التي تقدم فيها اسبانيا على منح أوسمة لمجموعة من الأمنيين المغاربة واعتادت اسبانيا توشيح مغاربة في المجال الأمني دون المجال السياسي أو الثقافي.
كان هذا هو المدخل لمقال الحسين باحدة المجدوبي، أن هذا التوشيح يأتي بسبب العمل المشترك بين اسبانيا والمغرب الذي مكن خلال الشهور الأخيرة من تفكيك "البنيات اللوجيستية" لإستقطاب الإرهابيين الجهاديين في مدن الفنيدق وتطوان وفاس وسبتة ومليلية، والتواصل المستمر بين المخابرات المغربية و مكتب الإستعلامات للشرطة. ويؤكد المقال على أنه ولأسباب سياسية لم يشارك وزير الداخلية خورخيه فيرنانديت في عملية التوشيح.
أهم ما جاء في هذا التدبيج الطللي هو أن الوسام يشكل اعترافا بما يقدم من خدمات خاصة تلك التي "تصب في أمن اسبانيا"....
السنيور حسين باحدة المجدوبي الحامل للجنسية الإسبانية، يريد أن يفهمنا أنه لا ينظر بعين الرضا إلى مساهمة المغرب استخباراتيا في تأمين اسبانيا ضد عمليات إرهابية، إذا كان الأمر كذلك فما عليه إلا أن يملك الشجاعة و يعلنها للملأِ، لأنه عندما حصل على الجنسية الإسبانية فقد أقسم على أن يبر و يحمي دولة اسبانيا كمواطن، أما ما قام به المغرب فهو ليس ولاء لأشخاص تجاه دولة أخرى بل هي علاقة مؤسساتية تروم فيما تروم أن تحمي مغاربة أرض اللجوء الذين لا يحملون الجنسية الإسبانية من عوامل الكراهية تجاه المسلمين عندما يتمكن الإرهاب الأعمى من تنفيذ جرائمه ضد الشعب الإسباني كما حدث في تفجير قطارات مدريد، و الولاء الأول و الأخير فيها هو للمغرب و لمصالح المغرب و أهل المغرب الذين يعيشون في اسبانيا، لكن السينيور الحسين باحدة الجدوبي يريد أن يفهمنا أنه حتى ولو كان الباسبور لحمر فهو من حقه أن "يقطر الشمع علا المغرب" لأنه نسق مع الإسبان في تفكيك خلايا ارهابية و مد الإسبان بمعلومات حول الخطر الإرهابي الذي يتهددهم.
فالأمرهو في العمق مبعث للفخر لدى الحسين باحدة الذي يملك الأرصدة عكس الحسين المجدوبي الذي لا يملك إلا "ألف بوست".
الحسين باحدة المجدوبي هو شخص واحد لكنه في اسبانيا شخصان الحسين باحدة الإسباني الذي يملك حسابات بنكية سمينة يخزن فيها الأموال التي تأتيه من أمريكا إلى درجة أنه فكر في أن يفتح حسابات بنكية أخرى في جبل طارق حتى لا يثير الأمر شكوك أصحاب الضرائب و مصالح تبييض الأموال. إنه الحسين صاحب الأموال و الأرصدة و الذي يفكر في أن يستثمر في إطار مشروع عائلي في مشاريع تجارية من قبيل مطعم أو أكثر من مطاعم الماكدونالد، أما الحسين المجدوبي فهو الوجه الآخر الذي نراه في الف بوست و الذي يدعي أنه معدم لا يملك شيئا و يعيش على المانضة في "القدس العربي" و يسوق نفسه مغربيا كصحافي يعارض عندما يطلب منه أن يكون معارضا.
يقول الذي طُلِبَ منه أن يكون معارضا أن وزير الداخلية الإسباني لم يشارك لأسباب سياسية و في نفس الوقت يقول الحسين المجدوبي أن الذي وشح المسؤولين المغاربة هو عضو آخر في الحكومة، يحضر المجلس الوزاري و له مانضة ديال وزير و يمثل الحزب الحاكم في اسبانيا، فأين هي الأسباب السياسية؟ فهل الأسباب السياسية حضرت عند عضو للحكومة و غابت عند آخر؟
الحسين المجدوبي و ليس الحسين باحدة كان عليه أن يراجع أصدقاءه في " الكوميسارية خنيرال" حتى يعرف أن وزير الداخلية تلقى و هو في طريقه إلى مكان المراسيم أمرا استعجاليا للإلتحاق بملك إسبانيا و أن الحكومة الإسبانية السياسية كانت ممثلة بوزيرين كاملي العضوية داخل الحكومة و بطاقمهما الكامل الذي يملك سلطة القرار الأمني الإستراتيجي امتنانا للمغرب حكومة و شعبا على مساهمته في درئ الخطر الإرهابي عن الشعب الإسباني.
الحسين باحدة يحب اسبانيا و هو وفي لها و يخزن أمواله الآتية من أمريكا فيها و يريد أن يستمر فيها كصاحب سلسلة مطاعم، أما نصفه الآخر الحسين المجدوبي فهولا يحب المغرب و لهذا أشقى نفسه في البحث عن تاريخ الأوسمة في اسبانيا، أتعب نفسه في دلالة الألوان فوجد أن هناك الأحمر و الأبيض و الذهبي و الفضي و أن الأوسمة التي تلقاها المسؤولون المغاربة غير مقرونة بأي تعويض مادي.
الحسين هو الحسين أكان باحدة أو المجدوبي الذي يهمه هو "الفلوس" "إِقَرِيضَنْ" ليقول الحسين القاضية ما فيها فلوس "أورِيلِّي إيقَرِيضَنْ" لأن العقلية المركنتيلية هي التي تحكم رؤيته للأشياء، الرجل لم ير علم المغرب و هو يزين القاعة التي تم فيها التوشيح إلى جانب العلم الإسباني و هي لقطة كان له و هو الذي يبحث في التاريخ و يعدنا أنه سوف يخصص في كتابه المقبل فصلا حول التطور التاريخي للبيعة في المغرب، أن يقدم لنا قراءة تاريخية على ضوء الماضي الإستعماري لإسبانيا و يتوسع في دلالة اعتراف الأروبي الأبيض بمساهمة "المورو" في ضمان استقراره و أمن بلاده. لم يأخد من الكلمات التي رافقت التوشيح أية إشارة حول اعتراف اسبانيا بدور المغرب في مجال الأمن و الإستقرار في العالم.
يخلص مقال الحسين باحدة زائد المجدوبي إلى أن منح الوسام يأتي في وقت فتح فيه القضاء الفرنسي تحقيقا في فرضية تورط مدير المخابرات المدنية في تعذيب مواطنين فرنسيين من أصل مغربي.
الحسين الذي لعب دورا محوريا بأمر من سيده في لعبة الشكايات من أجل التعذيب التي وضعت دفعة واحدة أمام القضاء الباريسي، لايمكن إلا أن يكون أخد علما بأن الشكايات تم حفضها من طرف القضاء الفرنسي، لكن "ما فيها باس يتصل ببريطانيا و باريس و يتأكد بنفسه حتى إذا لم يكن الخبر قد وصل سيده فهو أكيد سوف يكون في علم مأموره بباريس حتى يخلق التوازن بين الحسين باحدة مول لفلوس و الحسين المجدوبي مول الصنطيحة اللي غير داوي وعندو اللي ڭالها لحمر هي اللي كاينة. "