بعدما فشلت جمعية "الحرية الآن" في الترويج لتسمم مزعوم تعرض له المهندس أحمد بن الصديق، ومحاولة إلصاق التهمة بالدولة، لكون هذا الشخص كانت له جولات وجولات في الابتزاز والاستفزاز بلغت حد خلع البيعة من عنقه من دون أن يلتفت أحد لحماقاته، وأظهرت الفصوحات الطبية والفحص بالأشعة والتحليلات المختبرية أن ما أصابه هو نزيف في الدماغ، وأن ما يعاني منه حالة مرضية يمكن أن يتعرض لها أي إنسان، لأن تلك سنة الحياة...
بعد كل هذا ...أصدرت الجمعية بلاغا يتهم السلطات بالتقصير في التعامل مع وضعية المهندس أحمد بن الصديق، رغم أن هذا الشخص دخل المستشفى في اللحظة التي نُقل فيها إليه و ولج قسم المستعجلات وقام فريق طبي بتشخيص حالته وتمت إحالته على مستشفى الاختصاصات في نفس اليوم، وهو امتياز لا يحظى به كل المواطنين الذين يتوفى بعضهم على أبواب المستشفيات وينتظرون الساعات الطوال من أجل أن يصل دورهم في أقسام المستعجلات...
لقد نسيت الجمعية أن حالة المهندس أحمد بن الصديق ليست هي الوحيدة التي تقع في اليوم، وأن سيارات الإسعاف مثلا، تقضي اليوم كله في نقل المرضى وضحايا حوادث السير... و... و، وبالتالي لا يمكن توقع هذا الطارئ الصحي الذي أصاب بن الصديق ووضع سيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية أمام باب العمارة التي يسكن فيها بحي أكدال بالرباط.
وأغفلت الجمعية أنه لا يمكن خلق أجواء للاستشفاء خاصة بأحمد بن الصديق، وإصلاح أعطاب الآليات، وتوفير الأطقم الطبية لمجرد أن الأمر يتعلق بهذا الشخص بالذات.
كما نسيت الجمعية أن ما قامت به وسائل الإعلام من مواكبة للحدث كان الهدف منه نشر الحقيقة، وليس ترويج إشاعة التسمم، واستغلال حالة مرضية من أجل توجيه أصابع الاتهام المجانية للأجهزة والمؤسسات.
والواقع أن ما يستوجب الشجب، هو هذا التهويل المبالغ فيه لحالة مرضية عادية تقع كل يوم في كل بقاع الدنيا، واستباق الطب، في تشخيص نوعية الإصابة بهدف إلباس بن الصديق لباس الضحية، والشروع في التباكي، وإقامة مناحة لتشويه صورة حقوق الإنسان بالمغرب، لكن الحمد لله، على كل حال، لأن السحر انقلب على الساحر، والكيد بات في نحر صاحبه.