أولا : النظام الجزائري وهو في أحلك أيامه يتمسك بالبوليساريو ؟
تمر الجزائر بأشد أزمة في تاريخها بعد الاستقلال المفترض ، وتواجه – نظاما وشعبا – أحلك أيامها من خلال المؤشرات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التالية :
1 مؤشرات الانهيار الأمني : هي مؤشرات عديدة نذكر منها كثرة الكمائن التي يتعرض لها الجيش الجزائري وقوات الأمن بين الفينة والأخرى ، مجزرة عين أميناس وإعدام الرهينة الفرنسي وانتفاضة غرداية وخروج رجال الأمن في مظاهرات لأول مرة في تاريخ الجزائر ، وباختصار يمكن الاطلاع على خريطة الألوان التي تنشرها وزارة الخارجية الفرنسية مثلا لنرى أن الجزائر لم يتغير لونها الأحمر أبدا باعتبارها بلدا لا أمن و لا أمان في شبر واحد من مساحته الشاسعة التي تبلغ 2.381.741 كلم !!!!
2 المؤشرات السياسية بفراغ مؤسسة رئاسة الجمهورية ، وحكومة عجفاء سياسيا وفكريا ، ومعارضة بئيسة لم تستطع أن تفرض البديل لأنها مصابة بِوَباء القحط السياسي والعمى الاستراتيجي .
3 الاقتصادية بانهيار أسعار النفط عالميا والرعب الذي أصاب حكام الجزائر من جراء انعكاس ذلك على سياسة النصب والاحتيال والكذب على الشعب وشراء ذمم منعدمي الضمير من المستفيدين من الريع الغازي والنفطي في الداخل والخارج في حالة ما إذا أفلست خزينة الدولة .
4 الاجتماعية : كل ذلك ينعكس على الحالة الاجتماعية البئيسة لعموم الشعب الجزائري ، فلا سكن يصون كرامته ولا خدمات صحية تواجه حاجياته المتزايدة ولاتعليم منفتح على عالم التشغيل المشلول أصلا باعتماد النظام على حياة الريع وإرشاء الشعب ... بلد غني وشعبه من أفقر الشعوب .
ومع ذلك يصر النظام الجزائري على التمسك بالبوليساريو لتنفيد المشروع الاستعماري الفرنسي الإسباني بالإصرار على زرع جسم غريب في المنطقة المغاربية وتفتيت شعوب المنطقة . فلماذا يتمسك النظام الجزائري بهذا الكيان الجرثومي الخبيث ؟
الجواب : هو أن النظام الجزائري باعتباره منتوجا استعمارياً قد ربط وجوده بوجود البوليساريو والدليل هو ما ينفقه من أموال طائلة طيلة 40 سنة على البوليساريو على حساب التنمية الاقتصادية والاجتماعية للشعب الجزائري ، وهي جريمة في حق الشعب الجزائري لأنها نفقات تؤبٍّد تخلف الشعب الجزائري ... وإذا دققنا الأمور يتبين لنا أن النظام الجزائري هوالبوليساريو، والبوليساريو هو النظام الجزائري ، لأن بنية النظام الجزائري أخطبوطية مافيوزية عصاباتية ( نظام العصابات ) تعتمد في هيكلتها على الولاءات العمياء للأشخاص النافدين داخل التنظيم الإجرامي ، وكذلك بنية البوليساريو فهي عصابة إجرامية اختطفت بعض الصحراويين بتواطؤ مع العسكر الجزائري واقتادتهم إلى مخيمات تندوف ولا تزال تحتجزهم وتستعملهم كورقة ضغط على المغرب ... إذن لقد اختلطت مصارين النظام الجزائري بأحشاء عصابة البوليساريو وأصبحت دماء الخزي والعار تجمع بين عروقهما معا ..
ثانيا : فلوس الفقاقير أكلهم جنرالات الجزائر والبوليساريو :
لايختلف اثنان في أن فلوس الفقاقير في الجزائر قد أكلها العسكر الحاكم وهَرَّبَ أكبر جزء منها إلى الخارج ، كما لايختلف اثنان أن سياسة الدعايات الكاذبة التي كانت وراء صناعة البوليساريو قد أنفق عليها حكام الجزائر أكثر من 300 مليار دولار طيلة 40 سنة ولا تزال قوانين الميزانيات التي تخرج كل سنة تتضمن بنودا خاصة بنفقات البوليساريو بل إن ما يُنْفَقُ على البوليساريو في الخفاء أكثر بكثير مما تتضمنه بنود الميزانيات المكشوفة ، فقد أصبح البوليساريو كالنبات الطفيلي الذي يمتص دماء أحفاد الأمير عبد القادر ، وكلما سُئِلَ الشيَّاتون من بيادق الحكام في الجزائر عن هذا التبذير الأخرق إلا وكرروا أسطوانة دعم حق الشعوب في تقرير مصائرها ... أما مصير الشعب الجزائري فلا يزال مجهولا ...ويكفي الشعب الجزائري غبنا أن ينظر إلى ما جرى في 51 سنة من النهب والقهر والقمع منها 40 سنة شارك فيها البوليساريو حكام الجزائر في قهر الشعب الجزائري ...
ثالثا : هل البوليساريو شوكة في خاصرة المغرب أم خنجر مسموم في ظهر الجزائر ؟
لا شك أن النظام الجزائري قد أنفق أموالا طائلة من أجل الترويج إعلاميا في الداخل بأنه صنع البوليساريو ضد المغرب ليكون شوكة في خاصرته ، لكن الشعب الجزائري قد أدرك وفهم أن حكامه قد طعـنوا وطنهم الجزائر بخنجر مسموم في ظهره اسمه البوليساريو ما فتئ مفعول ذلك السم تظهر أعراضه على الجزائر كلها منها :