يوحدو التودغي
لا يفهم محمد عبد العزيز، زعيم جبهة البوليساريو ورئيس الجمهورية الصحراوية الافتراضية، في الشأن الديني، وهو الذي تربى على بقايا الكتابات الشيوعية ومخلفاتها التي تصلح "للزريعة" والتي كان يبعثها كاسترو للثورة اللقيطة بالصحراء، والتي كانت تجسد قمة للارتزاق حيث يرفع الصحراوي السلاح في وجه وطنه خدمة للجزائر، التي جعلت من المغرب عدوا كي تُسكت الشعب الثائر على ظلم العسكر.
ففي خطوة مفاجئة و جريئة تبرز مدى درجة الاحتقان و الغليان الذي أصبحت تعيش على وقعه مخيمات تندوف، نتيجة سخط الصحراويين هناك على الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشون تحت وطأتها بسبب الفساد المستشري و الاستغلال البشع لقيادة الانفصال لمعاناتهم، أقدم خطيب صلاة العيد فيما يسمى بولاية السمارة، بمخيمات المحتجزين بتندوف، على تناول موضوع الاختلالات التي تشوب عمل كل القطاعات الحيوية بهذه المخيمات.
وهكذا انتشر الغضب الثوري الصحراوي، من رجل الأمن، الذي يجسده مصطفى سلمة، مرورا بالشباب، الذي شكل مليشيات مسلحة للدفاع عن نفسه في مواجهة القمع الذي يمارسه مرتزقة البوليساريو والدرك الجزائري، وصولا إلى خطيب الجمعة، الذي يحظى بمكانة كبرى في المجتمع الصحراوي، تصل مرتبة شيخ القبيلة، فلا شيء أعلى عند الصحراوي بعد أمير المؤمنين من شيخ القبيلة وخطيب الجمعة.
ففورة خطيب الجمعة أمام محمد عبد العزيز، شيخ الارتزاق الصحراوي، تمثل خطوة ناعمة نحو الثورة الدينية ضد بقايا الارتزاق.
وحسب مصادر جد مطلعة فقد أحرج هذا الموضوع "محمد عبد العزيز" والقيادات المرافقة له والتي كانت تؤدي صلاة العيد رفقة حشد كبير من الصحراويين الذين سلطوا أنظارهم ووجهوها صوب "الزعيم" ومساعديه الذين ظهر جليا انزعاجهم من موضوع الخطبة، الشيء الذي جعلهم يتبادلون النظرات فيما بينهم دون تمكنهم من السيطرة على حركاتهم وتحركاتهم طيلة فترة الخطبة نتيجة ارتباكهم و تفاجئهم من تصرف الإمام.
وقد تطرق الإمام لمجموعة من الأمور التي يتهم بها المحتجزون قيادة جبهة البوليساريو، من قبيل الإختلالات التي تشهدها طريقة تسيير المخيمات، واختلاسات الدعم المالي والغذائي الذي تقدمه بعض الدول والمنظمات للمحتجزين، داعيا إلى ضرورة التمسك بالأخلاق الإسلامية السمحة، وتربية الأبناء تربية صحيحة.
وأكدت نفس المصادر على أن "محمد عبد العزيز" غادر المصلى بسرعة مباشرة بعد الصلاة برفقة زمرة من مساعديه وعلامات الاستياء بادية على محياه مما يوحي بكونه فهم جيدا معاني رسالة الإمام التي كانت موجهة له وللمقربين منه.
وهذه أول مرة يتجرأ فيها خطيب في مخيمات الاحتجاز لانتقاد قيادة البوليساريو، وهي خطوة ستجرئ الشباب والشيوخ على الانتفاضة ضد محمد عبد العزيز وزبانيته، الذين يستغلون الأوضاع الاجتماعية المزرية للمحتجزين.