نشر موقع “ألف بوست” الذي لايخفي تعاطفه مع الأمير مولاي هشام (نقول التعاطف لئلا نقول أمورا أخرى) مقالا ينتقد فيه “الأحداث المغربية” على تناولها لحكاية المومني والمجدوبي (صاحب الموقع) ومولاي هشام التي نشرت في “جون أفريك” وفي مدونة” تابعة لمجلة “نوفيل أوبسيرفاتور”.
مقال ألف بوست كتب على عجل وبارتباك وعصبية أيضا، وهو ماجعله يفقد أي خيط ناظم، ويقع في عديد الأخطاء، لرغبته في قول عديد الأشياء دفعة واحدة ودون رابط بينها. لذلك لابأس من بعض الهدوء في المناقشة – خصوصا حين البوليميك – لأنه اختبار يتطلب عديد المؤهلات وفي مقدمتها مؤهل القدرة على قول كل شيء دونما خوف أو على الأقل دونما تفكير في العواقب البعدية.
ألف بوست عاب على الجريدة – وهي جريدة لديها إدارة نشر وإدارة تحرير ورئاسة تحرير وسكرتارية تحرير وهيئة تحرير مايجعلها هي من بين الجرائد القليلة في المغرب المهيكلة حقا – تبنيها لرواية جون أفريك ولونوفيل أوبسرفاتور، وحاول ربط هذا التبني بتعرض البريد الإلكتروني لأحد المساهمين فيها للاختراق، مع ربط كل هذا بمقال لهذا المساهم تحدث فيه عن المخابرات الجزائرية وأساليبها الستالينية، ثم انتهى المقال إلى الحديث عن التشبع بالأخلاق الأنغلوساكسونية في الصحافة وضرورة مراعاة شيء ما لم يحدده موقع “ألف بوست”.
نحن لسنا من هواة الالتباس، وربما هو عيبنا الأكبر أننا لدينا هاته القدرة الرائعة والمجنونة على قول مانفكر فيه قدما دونما تفكير في التبعات. لذلك لا بأس من مناقشة موقع مجدوبي في جرأته أو تطاوله على “الأحداث المغربية” ومحاولة تلقينها دروسا في المهنة لا نتصور إطلاقا أنه مؤهل له – لا هو ولا غيره على كل حال، ولا بأس أحيانا بقليل الاعتداد بالنفس خصوصا في محيط صحفي مثل محيطنا – ولا بأس من فتح هذا النقاش من بابه الصحيح أي باب الارتباطات مادام زميلنا دق علينا من هاته الكوة بالتحديد.
باختصار ومن الأخير، نعم، نعترف، نحن مرتبطون…بالمغرب.
بأمنه، بمصلحته، بملكه، بانتمائه، بكل ماله صلة بالدفاع عنه.
وهذا الارتباط المشرف هو ارتباط لوجه الوطن. لدينا راتب نتقاضاه ليس نهاية كل شهر، ولكن نهاية كل ثانية، كلما استطعنا تنفس هواء هذا البلد ووجدناه بعيدا عن الفتن والقلاقل التي يريد جرنا إليها العديدون.
نتلقى مكافأتنا كلما فتحنا أبواب منازلنا صباحا وخرجنا إلى شارعنا العام دون خوف من شيء
نتلقى أجورنا مجزية مغرية، كلما رمقنا التجارب المحيطة بنا والدول القريبة أو البعيدة منا وعنا فلمحنا الفرق بين هذا البلد الآمن المؤمن المطمئن – أدامها الله نعمة وحفظها من أعين الحساد – وبين الآخرين.
لذلك نجاهر بالارتباط ونفخر به ونعتبر المغرب خطنا الأحمر والأخضر والأصفر والأبيض وبكل الألوان الذي نظهر الأسنان والأنياب شراسة في الدفاع عنه ولا اكتراث.
بالمقابل لايستطيع الكل أن يجاهر بارتباطاته. ولايستطيع الكل أن يدعي أنه “خدام لوجه الله أو لوجه المهنة أو لوجه الديمقراطية”.
الحكايات معروفة، والقصص مشهورة، ومن مميزات بعض ذوي الأريحية أنهم لا يطلقون مالا إلا وأخذوا عليه الكمبيالة أو “التوصيل” أو “الروسي” أو ”الريسيبو” أو مايثبت إعطاء ذلك المال. هم يعرفون أن من يشتغل معك بالمقابل يستطيع أن يشتغل مع نقيضك بالمقابل أيضا لذلك يتحسبون.
واليوم وهذا الموقع يبدي شراسة الكون كلها في الدفاع عن الأمير الأحمر وعن مشروع الأمير الأحمر، نحترم هذا الاختيار ونتمناه فعلا اختيارا ديمقراطيا من أجل مستقبل البلاد لا اختيارا خبزيا من أجل دولارات أو يوروهات زائلة.
ومع التمني نفهم أن يزعج وضوح ارتباطنا العديدين لأننا لا نخفيه، ونفهم أن يتعرض مساهمونا للحرب عليهم وأن تدخل مخابرات الجزائر على الخط وأن تضرب بكل ماتستطيعه من قوة لأن صوت هذا الإيمان بالمغرب يزعج، ولأنه صوت واضح جلي لا يقبل أنصاف الحلول في الارتباط بهاته المسألة الوطنية.
لذلك لا بأس من إعادة قولها مرارا وتكرارا حتى يحفظها الجميع: مستعدون لكل أنواع الحروب ضدنا إذا ماكانت مصلحة المغرب تقتضي ذلك. ومستعدون للنيل من سمعتنا والتشويش علينا من طرف أعداء الوطن – وما أكثرهم – لأن هذا الأمر هو الدليل على أننا في طريقنا القويم السليم، وعلى أن دفاعنا عن بلدنا – السبب الرئيسي في وجودنا – هو أمر يزعج ويؤرق أكثر من جهة
المغرب العظيم…كم مرة قلناها في هاته الجريدة إنه يستحق كل التضحيات وأننا قبالته لا نعني أي شيء؟
قلناها غير مامرة وسنظل على قولها فلسنا من طينة من يغيرون كتف البندقية كل مرة تسللت إلى حساباتهم بعض الأرقام.
ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق
عشنا لحظة قوية الجمعة الفارط ونحن ننتظر في الجريدة انتهاء خطاب الملك من أجل نشره، أحسسنا بفخر عظيم ونحن ننصت لاعتزاز عاهل البلاد بوطنه، التقطنا الرسائل القوية التي حبل بها، واتفقنا على أن المغرب في طريقه القويم المستقيم.
ثم رأينا شباط واللبار بعدها. تبادلنا مع بعضنا البعض النظرات الحزينة، وافترقنا على أمل لقاء بداية الأسبوع. وكذلك كان
اللهم لا اعتراض
بقلم: المختار لغزيوي