حَدَّثنا أحمد بن الصديق عن مصطفى أديب عن الحسين المجدوبي عن هشام بن عبد الله نزيل أرض العم سام، عن "غوغل.كوم"، أن لا صحيح إلا صحيح "ألف بوست"، وأن الرسول "صلعم" لم يُكلم في تاريخه أحداً إلا بإذن "ألف بوست" وأن كبار الأئمة وكبار العلماء كانوا قد أسروا لهم قبل ان يسلموا الروح الى باريها أن لا صحيح إلا صحيح "الف بوست"، دليلهم في ذلك أن تمويلها لا يتم إلا بالدولار الذي يشهد العم سام بصحته وإن تهاوى في سوق العملة بين الفينة والأخرى.
عهدتهم لا يفهمون في الصحاح، فإذا بالبخاري أصبح نزيلا دائم الإقامة عندهم، فجأة أصبحوا جميعهم متضلعين في الفقه و علم الحديث، أصبحوا دفعة واحدة من كبار العلماء، يفتون بما يؤمرون، فلا حديث لهم إلا عن الصحاح مثل صحيح البخاري و مسلم و سنن ابن ماجة و مسند الامام أحمد. لقد قرأوهم جملة و تفصيلا قبل طلوع الفجر و تأكدوا بما لا يدع مجالا للشك قبل ان يَخْرُجوا علينا في صف واحد. الحديث لا أصل له و رسول الله (ص) لم يتحدث قط عن الحسد حتى و إن رواه الطبراني في المعجم الكبير و البيهقي في شعب الإيمان و أبو نعيم في الحلية، الذين رووه من حديثٍ لمعاد بن جبل و علي بن أبي طالب و ابن عباس و أبي هريرة و أبي بردة الذين أجمعوا على صحته بمجموع طرقه…
ما يجمع بين فقهائنا الأجلاء ابن الصديق آل مولاي يعقوب و العالم العلامة ابن أديب المراكشي و الحسين بن باحدة الأندلسي، هو إيمانهم جميعا بصحة الدولارات و الشيكات التي وجدت طريقها إلى جيوبهم و أرصدتهم، لأنها وحدها تجعلهم أوفياء للذي في خاطر كبير العلماء الفقيه الكبير شيخ المنبوذين، كبير الوافدين على قبيلة برينستون. فعوض التعامل مع التأملات الملكية حول واقع و سُبُل الإرتقاء بالعمل السياسي و إعطاء مصداقية اكثر لعمل المؤسسات من خلال تأهيل النخب المغربية، اِختار فقهاء إمارة برينستون أن يغوصوا في الكتب التراثية علهم يجدون ما يُشوِّشوا به على ما هو آني و مستقبلي في حياة المغاربة.
فعوض التعامل مع واقع استقرار المغرب في منطقة ملتهبة و عدم رضى الكثيرين على قدرة المغرب على حماية استقراره السياسي و الأمني، الذي أصبح محسوداً عليه، كما يتأكد ذلك يوميا من خلال كتابات الذين غاضهم واقع حالنا رغم أن مداخيلهم من بيع البترول تتجاوز مداخيلنا، و مع ذلك فنحن نعيش عيشة تتجاوز بكثير درجة عيشهم و هم الذين يدّعون أنهم الأغنى في المنطقة... لكننا لم نكن نتصور على أن بعضنا الذين نعتبرهم من أهلنا لا يروننا إلا كما يرانا حسادنا.
تركوا المهم و الأهم و حاولوا جاهدين أن يجدوا شيئا آخر من باب الشكليات و تحولوا في يوم و ليلة إلى شيوخ لبسوا عمائمهم بحثاً عن السراب الذي لن يجدوه.
اللهم كثر حسادنا حتى و إن كانوا من أبناء جلدتنا و كانوا قصيري النظر لم يجدوا في ليلة وضحاها أن رسول الله (ص) قال ما قال في الحسد و الحساد و أعمى الله بصيرتهم فلم يتبينوا لضيق الوقت ما هو ساطع عند أهل الحديث. فنحن لا نحسد الجزائر على مدخراتها و نتمنى لشعبها أن ينال حظه منها كل يوم بشكل ينعكس على مأكله و مشربه حتى لا يبحثوا عن نعيم في بلد مجاور يعاني الويلات من ضغط الوافدين من ليبيا الذين الهبوا أسعار الحياة فيه و يهددون بالاستيطان فيه حجتهم في ذلك الجغرافيا و انعدام الاستقرار في ليبيا.
بقلم حمو واليزيد الأكوري