عهدته كاتبا صحفيا لا يكتب الأخبار الطريفة، إلا أنه هذه المرة كتب عن خبر اعتبره طريفا واختار له نهاية قال مأساوية لشاب يقول أنه اعتقل و حكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات نافذة بتهمة انتحال صفة شخصية سامية والنصب واستغلال النفوذ، ليخلص إلى أن الشاب له شبه بملك البلاد وأنه حوكم على هذا الأساس. أنا أعرف أن أنوزلا لا يتعيش إلا من الأخبار المختلفة وله سوابق في ذلك وأن ربط اسم الشاب برئيس الدولة المغربية من شأنه أن يشكل مدخلا حتى يقول الذي بداخله، فهل حقيقة أن النصاب حوكم لخلقته ولتقاسيم وجهه ولشبهه بهذا أو ذاك؟
لقد اعتمد أنوزلا على رواية النصاب لأنها على هواه وتفيد المطلوب، لأن المطلوب هو النيل من رمزية ملك البلاد والتهجم على الشعب المغربي وكل المغاربة الذين يلجئون إلى ملك البلاد كرئيس للدولة وملاذهم الدستوري الأخير من أجل رفع مَظْلَمَة أو طلب مَرْحَمَة.
من يكون هذا الشبيه الخرافي الذي رق لحاله قلم أنزولا؟ وهل حقا حوكم لأن له شبها بملك البلاد؟ وهل فعلا لجأت إليه الناس كما تلجأ إلى ملك البلاد رئيس الدولة ورمز سيادتها.
إنه نبيل سباعي ذو سوابق سبق له أن قضى ثلاث مدد حبسية من أجل النصب (2005)، التزوير واستعماله وإصدار شيك بدون رصيد (2010) و هو مالك سيارة من نوع "بم" هرب سائقها يوم 16/08/2014 في المدار الخارجي لمدينة الفنيدق في اتجاه المضيق بعد أن داس مواطنا كان على متن دراجة نارية قبل أن يلوذ بالفرار، عملية التفتيش التي خضعت لها السيارة بعد جرها إلى مقر ولاية تطوان مكنت من حجز سبع بطائق وطنية في أسماء مواطنين يقطنون في مدن مختلفة في وسط و شمال المغرب.
التفتيش الذي أجرته مصالح الشرطة القضائية بمنزله بالرباط مكن من حجز بطائق تعريف وطنية تم الإستماع إلى أصحابها و أكدوا أنهم سلموا بطائقهم إلى النصاب من أجل الحصول على فيزات و عقود عمل في إحدى دول الخليج.
الرجل الذي سبق له أن عمل سائقا لدى إحدى الوكالات السياحية في الرباط، التي تتكلف بتوفير سيارات بسائق لكبار السياح خصوصا الآتين من دول شرق أوسطية، تعاطى للنصب و الإحتيال بعد إفلاس الوكالة السياحية التي كان يشتغل لصالحها.
الرجل تم تقديمه للمحكمة مثقلا بسوابقه و أفعاله و محجوزاته. و حكمت عليه المحكمة بثلاث سنوات حبسا نافذا و هو المتعود على السجون التي سبق أن زارها ثلاث مرات بين 2005 و 2010، فهل حوكم الرجل من أجل تقاسيم وجهه أم من أجل جرائمه التي اقترفها في حق مواطنين يحلمون بالعمل خارج البلاد من أجل تحسين ظروف عيشهم.
هذه القصة لا تهم أنوزلا فهو لا يريدها، لا يريد الحقيقة، يريد الكلام الذي يستقيم مع القلم المجبول على قول غير الحقيقة، حتى و لو اختلق باسم نصاب وقائع غير صحيحة، و ربطها إلى حيث لا تستقيم، فقط ليبرر ما يجول في خاطره حول المؤسسة الملكية و يتطاول على رأسمالها الرمزي و الدستوري، فمن جُبِلَ على الباطل لا يمكن أن يتعيش إلا من الباطل و الإفتراء و الكذب...
فهل إذا ادعى أحدنا أن علي أنوزلا هو سوزي شارلي شابلن، فهل سيصدقنا أحد؟ أكيد لا لأن شابلن أكبر من أن يكون أنوزلا "سوزي" له و أكبر من أن تقارن طرائفه بطرائف أنوزلا المبتذلة فلا مقارنة مع وجود الفارق و لا مقارنة حيث لا يجب، فالنصاب نصاب لا يقارن إلا مع أقرانه و ليس شبيها إلا بأقرانه، فمن حق الإنسان ألا تعجبه طرق تسيير الشأن العام، فيختار لنفسه الخط الذي ارتضاه سواء اتفقنا معه أم لم نتفق فهذا حقه، لكن المعارضة السياسية لا تعني الإبتذال في التعاطي مع مدبري الشأن العام فبالأحرى إذا كان الأمر يتعلق برئيس الدولة و ملك البلاد، لأن انعدام المروءة و المسؤولية في التعبير عن المعارضة السياسية لا يمكن لها إلا أن تولد أشياء لا قابلية و لا قبل لأشباه المعارضين بها لأنها زلزال مدمر لا يملكون القدرة على مواجهته لا اليوم و لا غدا، فعمى المعارضة لا يجب أن ينسينا أن الكبير كبير و صغير المقام صغير، و لا يمكن له أن يغير مسلمات التاريخ بالتطاول حيث لا يجب.
نبيل السباعي نصاب ومزور صغير لن يكون الأول ولا الأخير الذي يستدرج الناس من أجل النصب والإحتيال عليهم حتى يسلبهم أموالهم، فلا مكان لإلباسه ثوبا آخر لتسويقه لدى الرأي العام كضحية لتقاسيم وجهه أو تفاصيل جسده البيولوجية لأنها لا تعني شيئًا و حقيقته توجد لدى ضحاياه.
بقلم حمو واليزيد الأكوري